[المبحث السادس هل يجوز استعمال أحد المترادفين مكان الآخر؟]
انفراد المترادفات يصح إقامة بعضها مكان بعض إجماعا، فيقام
لفظ " بر " مكان لفظ " قمح "، و " قعود " مكان " جلوس "،
وهكذا. ولكن الاختلاف إنما هو في حالة تركيب المترادفات، ففي ذلك
مذاهب:
ْالمذهب الأول: أن ذلك يجوز في لغة واحدة، ولا يجوز من
لغتين مختلفتين، وهو مذهب كثير من العلماء، ومنهم البيضاوي،
وصفي الدين الهندي، وهو الحق؛ لأن وضع أحد المترادفين موضع
الآخر من لغة واحدة لا يلزم منه الإخلال والإفساد للمعنى، أي:
أن صحة التركيب وفساده متعلق بالمعنى دون اللفظ، فإذا صح المعنى
لم يبق محذور؛ لأن كلا اللفظين معروف لأهل هذه اللغة، فكان
ذلك جائزاً.
أما وضع أحد المترادفين موضع الآخر من لغتين فلا يجوز، فلا
يصح " خداي أكبر " في موضع: " اللَّه أكبر "، وقلنا ذلك لأمرين:
أولهما: أنه يلزم منه اختلاط اللغتين.
ثانيهما: أنه يلزم منه ضم مهمل إلى مستعمل؛ لأن اللفظ المرادف
من اللغة الأخرى يعتبر مهملاً بالنظر إلى أهل اللغة الأخرى الذين لا
يفهمونه، فعلى هذا: يكون التخاطب به ممتنعا لذلك.