للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المطلب الثاني كيفية الجواب عن قادح فساد الوضع]

لقد ذكرنا قسمين لقادح فساد الوضع، والجواب عن هذا القادح

يختلف باختلاف القسمين السابقين، فأقول:

أولاً: الجواب عن القسم الأول: أن يورد المستدل من الأجوبة

على النص والإجماع كما لو كان الاستدلال بهما ابتداء، فيقول

مثلاً: إن النص هذا منسوخا.

ويقول - أي: المستدل -: إني لا أرى الاستدلال بهذه الآية أو

ذاك الحديث من الوجه الذي أوردته أيها المعترض، كأن يستدل

المعترض بالمفهوم المخالف من الآية أو الحديث، وهو لا يرى

الاحتجاج به، أو يقول المستدل: إن الآية التي أتيت بها أيها

المعترض لها قراءة أخرى غير ما قرأت بها، أو يعترض بأن هذا

الحديث مرسل، والحديث المرسل غير حجَّة، أو أن في السند رجلا

غير ثقة، أو نحو ذلك.

ويقول في الإجماع: إن الإجماع الذي استندت إليه إجماع

سكوتي، وهو ليس بحُجَّة عندي، أو نحو ذلك.

مثال ذلك: قول المستدل: سؤر السبع نجس؛ لأنه سؤر سبع

ذي ناب، فكان نجسا كسؤر الكلب والخنزير.

فيقول المعترض: قياسك هذا فاسد الوضع؛ لأنك رتبت على

العلة ضد ما علقه الشارع عليها في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "الهر سبع "

فجَعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - كونه سبعا عِلَّة للطهارة.