جوابه:
أن سماع المتأخر متحقق التأخر، ولا يحتمل غير ذلك، أما
سماع المتقدم فإنه يحتمل التقدم والتأخر، وما لا يحتمل مقدم على
ما يحتمل.
الدليل الثاني: أن المتقدم قد يطلع على ما لا يطلع عليه المتأخر،
فهو أوْلى؛ نظراً لسبق معرفته، ولشدة احترازه عن الكذب صونا
لمنصبه.
أن في رواية المتقدم احتمال، بخلاف الآخر.
المذهب الثالث: أنهما متساويان، فلا نرجح رواية على أخرى.
وهو مذهب بعض العلماء.
دليل هذا المذهب:
أن كل واحد منهما قد اختص بمزية لا توجد في الآخر، فالأول
قد اختص بمزية الأصالة والتقدم، واطلاعه على ما لم يطلع عليه
الآخر في الإسلام، أما راوي الحديث الثاني فإنه مختص بكونه لا
يروي في الغالب إلا آخر الأمرين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكانت روايتهما سواء.
لا نسلم أن روايتهما سواء، بل إن رواية المتقدم تحتمل التقدم
والتأخر، وأما رواية المتأخر فلا تحتمل إلا التأخر فافترقا.
المذهب الرابع: التفصيل، وهو: إن كان التقدم في الإسلام
موجوداً في زمن المتأخر، فلا ترجيح لواحد منهما على الآخر؛
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute