المسألة الأولى: في مناسبة ذكر المكروه هنا:
لقد ذكرنا المكروه هنا؛ لأمرين:
الأول: أنه بعد ذكر المأذون في فعله - وهو الواجب والمندوب،
والمباح لا بد أن نذكر الممنوع من فعله.
الثاني: أنه يشترك مع الحرام - الذي سيأتي ذكره - فيما يلي:
١ - أن كلًّا من المكروه والحرام مطلوب تركه، لكن الحرام طُلب
تركه طلباً جازماً، والمكروه طُلِب تركه طلباً غير جازم.
٢ - أن كلًّا من المكروه والحرام منهي عنه، لكن المكروه منهي عنه
نهياً غير جازم، والحرام منهي عنه نهياً جازماً.
المسألة الثانية: في حقيقة المكروه:
أولاً: المكروه لغة:
المكروه لغة: ضد المحبوب، تقول: " كرهت الشيء " إذا لم تحبه.
وقيل: المكروه مأخوذ لغة من الكريهة، وهي الشدة في الحرب،
ومنه سمي يوم الحرب: " يوم الكريهة ".
والكره - بضم الكاف -: المشقة كما نقله الجوهري في الصحاح
عن الفراء.
وعلى هذا يكون المكروه هو: ما نفر عنه الشرع والطبع؛ لأن
الطبع والشرع لا ينفران إلا عن شدة ومشقة تلحق بالمكلف.