للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا ثالث لهما، وإذا كانت اصطلاحية تكون بوضع آدم - عليه السلام -

وإذا كان كلذلك لم يحتج إلى تعليم من عند الله، ولكن هذه الآية

دلَّت على أن آدم والملائكة لا يعلمون إلا بتعليم اللَّه تعالى، وأن الله

قد علمهم جميع الأسماء، ثم تناقلت ذرية آدم تلك الأسماء، فلم

يكونوا بحاجة إلى اصطلاح فقد أوقفوا عليها.

جوابه:

يجاب عنه بجوابين:

الجواب الأول: أن هذا الدليل ليس صريحا بأن اللغات توقيفية؛

حيث إنه يتطرق إليه عدة احتمالات:

الاحتمال الأول: أن المراد بالتعليم هو الإلهام، فيكون اللَّه قد

ألهم آدم الحاجة إلى الوضع، فوضع آدم اللغات بتدبيره وفكره،

ونسب ذلك إلى تعليم اللَّه تعالى؛ لأنه الهادي والمرشد والملهم

ومحرك الداعية.

الاحتمال الثاني: أن المراد أنه علمه الأسماء الموجودة في زمان آدم

- عليه السلام - مثل: السماء، والأرض، والجنة، والنار دون

الأسامي التي حدثت مسمياتها بعد آدم من الحرف والصناعات

والآلات.

الجواب الثاني: أن المراد من الأسماء في الآية: سمات الأشياء

وخصائصها مثل: أن يقال: إنه تعالى علم آدم أن الخيل تصلح للكر

والفر، وأن الجمل للحمل، فإن الاسم مأخوذ من السمة على رأي

الكوفيين، أو مأخوذ من السمو على رأي البصريين وعلى التقديرين

فكل ما يعرف ماهيته، ويكشف عن حقيقته كان اسما، وأما