مترتبًا الخ. اندفع ما قيل إن الذنوب فيها أعظم من هذا بكثير، أخذ أصحابنا من هذا الحديث وحديث أبي داود الآتي أن نيسان أعظم من ذنب نسيان القرآن أو شيء منه ولو حرفًا واحدًا بعد البلوغ بعد حفظه عن ظهر قلب إذا كان بغير عذر من نحو طول مرض أو غيبة عقل كبيرة وقول الطيبي في شرح المشكاة أنه ليس بكثير عجيب مع تصريح أئمتنا بذلك أي بناء على المختار في حدها انها كل جريمة تؤذن بقلة اكتراث أي اعتناء مرتكبها بالدين ورقة الديانة ثم في التعبير بقوله أوتيها الإشارة إلى أن حفظ الآية نعمة عظيمة أولاها الله إياه ليقوم بها ويشكر موليها فلما نسيها كان إثمه أعظم إثمًا من نسيان ما سواها قيل شطر الحديث مقتبس من قوله تعالى:{قَال كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا}[طه: ١٢٦ - ١٢٦]، وكذلك اليوم تنسى اهـ. قال في فتح الإله وهذا على قول في الآية وأكثر المفسرين على أنها في المشرك قال القرطبي في التذكار وسياق الآية ظاهر في تلاوة القرآن وقيل المراد بالترك في الآية والنسيان في الحديث ترك العمل به وهو تأويل حسن فيه ترجية إلَّا أن ظاهر الآية والحديث التلاوة والله أعلم.
فإن قلت ما المناسبة بين شطري الخبر، قلنا هي أن المسجد بيته تعالى والقرآن كلامه سبحانه فكما اقتضى القيام بخدمة بيته المدح للفاعل اقتضى ترك كلامه المؤدي للنسيان إلى المبالغة في ذمه بأنه لا أعظم من ذنبه وقال لما عد إخراج القذاة التي ينوبه بها من الأجور تعظيمًا لبيت الله تعالى عد أيضًا النسيان من أعظم الجرم تعظيمًا لكلامه سبحانه فكأن فاعل ذلك عد الحقير عظيمًا بالنسبة إلى العظيم فأزاله عنه وصاحب هذا عد العظيم حقيرًا فأزاله عن قلبه فانظر إلى هذه الأسرار العجيبة التي احتوتها هذه الكلمات اليسيرة والحمد لله الذي هدانا لهذه الآية اهـ. قوله:(ورَوَينَا في سنن أَبِي داوُدَ) قال المنذري في الترغيب رواه أبو داود عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فايد عن سعد قال المنذري ويزيد بن أبي زياد هو الهماشمي مولاهم الكوفي يكنى أبا عبد الله قلت قال الحافظ ابن حجر في التقريب ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعية خرج عنه البخاري في التاريخ ومسلم والأربعة اهـ. قال المنذري ومع هذا فعيسى بن فايد إنما روى عمن سمع سعدًا قاله عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره. قوله:(ورَوينَا في سُنَنِ أبِي دَاوُدَ ومُسندِ الدارمي) قال بعد تخريجه حديث غريب أخرجه