أعضائه يقال رجل جذم إذا تهافتت أعضاؤه من الجذام اهـ، وقيل معناه أنه أجذم الحجة لا لسان له يتكلم به فلا حجة في اليد واليد يراد بها الحجة ألا ترى أن الصحيح اليد يقول لصاحبه قطعت يدي أي أبطلت حجتي ويرد بأنه بعيد فلا يصرف اللفظ عن ظاهره إليه من غير حاجة لما علمت من صحة إجراء اللفظ على ظاهره بل تعينه وقال الخطابي معناه ما ذكر ابن الأعرابي أي خالي اليد عن الخير وكنى باليد عما تحويه اليد اهـ، ورد بأنه مجاز لا حاجة إليه بوجه إذ لا أبلغية فيه بل حمله على الظاهر المتعين في مثله من كل ما صح فيه إجراء النص على ظاهره أبلغ وعبر بعضهم بقوله معناه منقطع السبب ألا ترى لحديث القرآن سبب بيد الله وسبب بأيديكم فإذا ترك القرآن انقطع ذلك السبب قال أبو عبيد يقال أن وجه هذا الحديث إنما هو على التارك لتلاوة القرآن الجافي عنه ومما يبين ذلك قوله استدركوا القرآن وقوله تعهدوا القرآن فليس يقال هذا إلَّا للتارك قال الضحاك بن مزاحم ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه ثم قال يقول الله تعالى وما أصابكم من مصيبة الآية ونسيان القرآن من أعظم المصائب قال أبو عبيد فالحديث إنما هو على الترك أما من دأب على تلاوته وهو حريص على حفظه إلَّا أن النسيان يغلبه فليس من ذلك في شيء وقد كان - صلى الله عليه وسلم - ينسى الشيء من القرآن حتى يذكره ومنه حديث عائشة أنه سمع رجلًا يقرأ في المسجد فقال رحم الله فلانًا لقد أذكرني آيات اهـ.
تنبيه
قال الجلال البلقيني والزركشي وغيرهما محل كون نسيانه كبيرة عند من قال به إذا كان عن تكاسل وتهاون اهـ، وكأنه احتراز عما إذا اشتغل عنه بنحو إغماء أو مرض مانع من القراءة وغيرهما من كل ما يتأتى معه القرآن وعدم التأثم حينئذٍ واضح لأنه مغلوب عليه ولا اختيار له فيه بوجه بخلاف ما إذا اشتغل عنه بما يمكنه القراءة معه وإن كان ما اشتغل به أهم كتعلم العلم العيني لأنه ليس من شأن
تعلمه الاشتغال عن القرآن المحفوظ حتى ينسى ويؤخذ من قولهم أن نسيان آية منه كبيرة أيضًا أنه يجب على من يحفظه بصفة من إتقان أو توسط ونحوهما كان يتوقف فيه أو يكثر غلطه فيه أن يستمر على تلك الصفة التي حفظه عليها ولا يحرم عليه إلَّا نقصها من حافظته أما زيادتها على ما كان في حافظته فهو وإن كان أمرا مؤكدا ينبغي الاعتناء به لمزيد