للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا في "سنن أبي داود" في آخر كتاب الحج في باب زيارة القبور بالإسناد الصحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

ــ

السلاح مقابلة بأصل المؤلف مرارًا وحكى فيه ابن دحية فتح الهمزة وكسر الراء من قولهم أرمت الإبل تأرم إذا تناولت العلف اهـ، ولعله جاء بالبناء للفاعل والمفعول فنقل كل منهما أحد الوجهين وسكت على الثاني وفي النهاية بعد حكاية هذه الأقوال وأصل هذه الكلمة من رم الميت وأرم إذا بلي والرمة العظم البالي والفعل الماضي من أرم للمتكلم والمخاطب أرمت وأرمت بإظهار التضعيف وكذا كل فعل مضعف فإنه يظهر فيه التضعيف معهما لأن تاء الفاعل متحركة لا يكون قبلها إلا ساكن فإذا سكن ما قبلها وهي الميم الثانية والأولى ساكنة للإدغام فيلتقي الساكنان ولا يجوز الجمع بينهما ولا تحريك الثاني لأنه وجب سكونه لأجل تاء الفاعل فلم يبق إلّا تحريك الأول وحيث حرك ظهر التضعيف

والذي جاء في هذا الحديث بالإدغام وحيث لم يظهر التضعيف فيه على ما جاء في الرواية احتاجوا أن يشددوا التاء ليكون ما قبلها ساكنًا حيث تعذر تحريك الميم الثانية أو يتركوا القياس في التزام ما قبل تاء الفاعل فإن صحت الرواية ولم تكن محرفة فلا يمكن تخريجه إلّا على لغة بعض العرب فإن الخليل زعم أن ناسًا من بكر بن وائل يقولون ردت وكذلك مع جماعة المؤنث يقولون ردن ومرن يريدون رددت ومررن وأرددن وأمررن فكأنهم قدروا الإدغام قبل دخول التاء والنون فيكون لفظ الحديث أرمت بتشديد الميم وفتح التاء والله أعلم. قوله: (وَرَوَينَا في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ) قال الحافظ بعد تخريجه حديث حمسن وفي معنى حديث أبي هريرة هذا علي بن الحسين وهو حسن الإسناد قال الحافظ وللحديث شاهد من رواية الحسن بن علي رضي الله عنهما أخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي في كتاب فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقولها أخرج ما قبله وأخرج حديث الحسن بن أبي عاصم والطبراني من وجه آخر وقال السخاوي في القول البديع في الكلام على حديث الباب ورواه أحمد في مسنده وابن قيل في حزبه المروي هنا وصححه النووي في الأذكار اهـ. أي بقوله بالإسناد الصحيح وإذا قال ذلك الحافظ الناقد

<<  <  ج: ص:  >  >>