للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا فيه أيضًا بإسناد صحيح، عن أبي هريرة أيضًا، أن رسول الله

ــ

سر يطلع عليه من تيسر له اهـ، وفي شرح المشكاة لابن حجر بعد أحاديث أوردها في معنى حديث أبي هريرة يؤخذ من هذه الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - حي على الدوام لأنه يستحيل عادة أن يخلو الوجود كله من واحد يسلم عليه في ليل أو نهار وقد أجمعوا على أنه - صلى الله عليه وسلم - حي يرزق في قبره وأن جسده الشريف لا تأكله الأرض وأن روحه القدسية لما تجردت عن العلائق الدنيوية صار لها قوة العروج والاتصال بالملأ الأعلى فارتفعت جميع حجبها الحسية فترى جميع ما يصل إليها من الأمة من صلاة وسلام وغيرهما كالمشاهد وتبليغ الملك لذلك إنما هو لمزيد التشريف والتكريم والإجلال والتعظيم ألا ترى إلى ملوك الدنيا تعرض عليهم الهدايا في الملأ وإن علموا بها في السر إظهارًا لعظمتهم وقد يكون فيه إظهار لعظمة المهدي فكذا ما نحن فيه اهـ. قال الحافظ قد تقدم في حديث عمار الذي أشار إليه الترمذي وأخرجه البزار وغيره بيان من يبلغه ذلك - صلى الله عليه وسلم - وتقدم ذكر شاهده، في معنى حديث عمار حديث لأبي أمامة أخرجه الطبراني من رواية مكحول عنه قال قال - صلى الله عليه وسلم - من صلى علي صلى عليه ملك يبلغنيها وفي حديث لابن مسعود أخرجه أحمد والنسائي والدرامي وصححه ابن حبان والحاكم من رواية ذادان عنه قال قال - صلى الله عليه وسلم - إن لله ملائكة سياحين يبلغونني عن أمتي السلام ويجمع بينه وبين حديث عمار بأن الملك الموكل يخبر السياحين اهـ. وفي كتاب مفاخر الإسلام لابن صعد التلمساني عن علي رضي الله عنه من جملة حديث مرفوعًا ماذا قال اللهم صلي على محمد قال الملك الذي عند رأسي يا محمد إن فلانًا يصلي عليك فأقول صلى الله عليه كما صلى علي وخرج الحافظ ابن عبد البر بسند فيه ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن وردان قال - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده ما منكم من أحد يسلم علي إذا أنا من إلَّا جاء جبريل فيقول يا محمد هذا فلان وابن فلان فيرفع له في النسب حتى أعرفه فأقول نعم فيقول هو يقرأ عليك السلام ورحمة الله وبركاته فأقول - عليه السلام - ورحمة الله وبركاته اهـ. قوله: (وَرَوَينَا فيهِ أيْضا الخ) ورواه أحمد وأبو داود والبيهقي في الدعوات والطبراني وعباس الرفقي ومن طريقه أبو اليمن ابن عساكر وسنده حسن بل صححه في الأذكار وغيره وفيه نظر كذا في القول البديع للسخاوي ووجهه أن

<<  <  ج: ص:  >  >>