رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعلمنا الاستِخارة في الأمور كلها، كالسورة من القرآن، يقول: إذا هَمّ أحدُكمْ بالأمر
ــ
من طريق أخرى أخرجها الطبراني في الأوسط قال علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الاستخارة في الأمور كلها يقول إذا همّ أحدكم فذكره وفي آخره خيرًا لي في الأمور كلها وفي سنده الحكم بن عبد الله الأيلي بفتح الهمزة وسكون التحتية بعدها لام ضعيف جدًّا "وحديث أبي هريرة" قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أحدكم أمرًا فليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك اهـ. فذكر نحو حديث جابر قال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن أخرجه ابن عدي في الكامل وابن حبان في صحيحه وقال ابن عدي بعد أحاديث سئل ابن عبد الرحمن بن عدي بن يعقوب أي رواية مثالين غير محفوظ "وحديث أبي سعيد الخدري".
قال الحافظ بعد تخريجه من طريق الطبراني في كتاب الدعاء ومن طريق أخرى أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء وابن حبان في صحيحه اهـ، وسبق في كلام السلاح ما خالفت رواية أبي سعيد فيه رواية جابر والله أعلم. قوله:(في الأمور كلها) أي التي يريد التلبس بها مباحة كانت أو عبادة
لكنها في الثاني بالنسبة لإيقاع العبادة في ذلك الوقت الذي عزم على إيقاعها فيه لا بالنسبة لأصل فعلها لأنه خير البتة ويؤخذ من قولنا لكنها الخ. أنه لا استخارة في الواجب المضيق وهو ظاهر إذ الاستخارة طلب خير الأمرين من الفعل الآن والترك وهذا إنما يتصور في الموسع دون المضيق إذ لا رخصة في تأخيره. قوله:(كالسورةِ منَ القُرآنِ) أي كتعليمه للسورة من القرآن ففيه غاية الاعتناء بشأن صلاة الاستخارة ودعائها لعظيم نفعه وعموم جدواه. قوله:(يَقولُ) الجملة تفسير لقوله يعلمنا. قوله:(إذَا همّ أَحَدُكمْ بالأَمْرِ) أي إذا قصد الأمر المهم المخير بين فعله وتركه وتردد في أنه خير في ذاته أو في إيقاعه في ذلك الوقت هم، وفي تأخيره عنه قال العارف بالله تعالى ابن أبي جمرة ترتيب الوارد على القلب على مراتب الهمة ثم اللمة ثم الخطرة ثم النية ثم الإرادة ثم العزيمة فالثلاثة الأول لا يؤاخذ بها الإنسان بخلاف الثلاثة الأخيرة فقوله إذا هم بشيء إلى أن الأول ما يرد على القلب