للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: ٨٧]، ورواه الترمذي عن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دَعْوَةُ ذِي النونِ إذْ دَعا رَبّهُ وهوَ في بَطْنِ الحُوتِ: لا إلهَ إلا أنتَ سُبْحانَكَ إني كنْتُ مِنَ الظالِمِينَ، لَمْ يَدْعُ بها رَجُل مُسْلِمٌ في شَيءٍ قَطُّ إلا اسْتَجَابَ لَهُ".

ــ

بأنواع الأنوار وإذا استنار القلب زال عنه الكرب. قوله: (سُبحانَكَ) [الأنبياء: ٨٧] أي أنزهك عن أن يعجزك شيء. قوله {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: ٨٧] أي لنفسي فمن المبادرة إلى التقصير ونقل القرطبي في التفسير إنه قيل إن هذه الكلمة هي الاسم الأعظم. قوله: (وروى الترمذِي) قال في السلاح اللفظ له ورواه النسائي والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد كلهم من حديث سعيد وزاد فيه من طريق آخر فقال رجل يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة فقال - صلى الله عليه وسلم - ألا تسمع إلى قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨)} [الأنبياء: ٨٨] قال القرطبي شرط الله لمن دعاه أنْ يجيبه كما أجابه وينجيه كما نجاه وهو قوله سبحانه: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨)} [الأنبياء: ٨٨] اهـ، وزاد في الجامع الصغير فعزا تخريج حديث سعيد إلى أحمد والبيهقي في شعب الإيمان والضياء وقال الحافظ بعد تخريج الحديث إنه حديث حسن إلى أن قال وقال الترمذي أن بعضهم أرسله قال الحافظ وقد وجدت له عن سعد طريقين آخرين أحدهما مختصرًا أخرجه أبو يعلى وابن أبي عاصم والثاني مطول أحْرجه الحاكم وفي الحصين رواه أحمد والبزار وأبو يعلى عن عثمان بن عفان. قوله: (دعوةُ ذِي النُّونِ) قال القرطبي في التفسير ليس هذا صريح دعاء إنما هو مضمون قوله: {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: ٨٧]، فاعرف بالظلم فكان تلويحًا اهـ، وسبقه إلى ذلك شيخه في المفهم فائدة في شرح الأنوار السنية روي إنه من قال أربعًا آمن من أربع من قال لا حول ولا قوة إلَّا بالله آمن مِن الآفات، ومن قال: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: ١٧٣] آمن من الغم انتهى. قوله: (إلا استجابَ لَهُ) وفي رواية ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلَّا استجيب له قال في الحرز وهو مستنبط من قوله تعالى ليونس: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: ٨٨] وكذلك ننجي المؤمنين اهـ، وقد سبق نحوه في رواية للحاكم والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>