للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلِيمٌ} [الأعراف: ٢٠٠] وقال تعالى: ({وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: ٤٥] فينبغي أن يتعوذ ثم يقرأ من القرآن ما تيسر.

وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فسمعناه يقول: أعُوذُ باللهِ مِنْكَ، ثم قال: ألْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللهِ ثلاثًا، وبسط يده كأنه يتناول شيئًا، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله سمعناك تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال:

ــ

بوسوسة فاستعذ بالله أي اطلب النجاة من تلك الوسوسة بالله ولا تطعه إنه هو السميع لدعائك العليم بما عرض له. قوله: {حِجَابًا مستُوَرًا} [الإسراء: ٤٥] قال الكواشي ذا ستر أو مستورًا بحجاب آخر من قدرة الله تعالى فلا يراه كالحائل بين الفرث والدم واللبن حقيقته غير مشاهدة وإذا لم يروا الحجاب فلا يرون المحتجب به أو مستورًا بمعنى سائر بعضهم من تحصن بالحق فهو في حصن حصين والمضيع لوقته من تحصن بعلمه أو بنفسه فيكون هلاكه في موضع أمنه وفي تفسير الواحدي الوسيط أنزلت في قوم كانوا يؤذون النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ القرآن قال الكلبي هم أبو سفيان والنضر بن الحارث وأبو جهل وأم جميل امرأة أبي لهب حجب الله رسوله عن أبصارهم عند قراءة القرآن وكانوا يأتون ويمرون به ولا يرونه.

قوله: (وَرَوَيْنَا في صحيح مُسْلم الخ) قال الحافظ بعد تخريجه من طريق أبي نعيم في المستخرج هذا حديث صحيح روَاه مسلم والنسائي وابن حبان. قوله: (أَعُوذُ بالله مِنْكَ) قال المصنف في شرح مسلم قال القاضي عياض هذا وقوله: (ألْعَنُكَ بِلعنةِ اللهِ) دليل لجواز الدعاء لغيره وعلى غيره بصيغة المخاطبة خلافًا لابن شعبان من أصحاب مالك في قوله إن الصلاة تبطل بذلك قلت وكذا قال أصحابنا تبطل الصلاة بالدعاء لغيره بصيغة المخاطبة كقوله للعاطس يرحمك الله ولمن سلم عليه وعليك السلام وأشباهه والأحاديث السابقة في السلام على المصلي يؤيد ما قال أصحابنا فيتأول هذا الحديث أو يحمل على أنه كان قبل تحريم الكلام في الصلاة أو على غير ذلك اهـ. قوله: (وبَسَط يدَهُ

الخ) دليل على جواز العمل القليل في الصلاة. قوله: (إنَّ عدو الله ألخ) فيه دليل على إن الجن موجودون وأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>