للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن عَدُوّ اللهِ إبْلِيسَ جاءَ بشِهابٍ مِنْ نارٍ لِيَجْعَلَهُ في وَجْهِي، فَقُلْتُ: أَعُوذُ باللهِ مِنْكَ ثلاثَ مَراتٍ، ثم قُلْتُ: ألْعَنُكَ بِلَعْنةِ اللهِ التَّامةِ، فاسْتأخَرَ ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثم أرَدْتُ أنْ آخُذَهُ، واللهِ لولا دَعْوَةُ أخي سُليمان لأصْبَحَ مُوثَقًا تلْعَبُ بهِ ولدانُ أهْلِ المَدِينَةِ".

قلت: وينبغي أن يؤذن أذان الصلاة، فقد روينا في "صحيح مسلم" عن سهيل بن أبي صالح أنه قال: أرسلني أبي

ــ

يراهم بعض الآدميين وأما قوله تعالى. {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: ٢٧] فمحمول على الغالب ولو كانت رؤيتهم محالًا ما قال - صلى الله عليه وسلم - ما قال من رؤيته ومن إنه كان يوثقه ليلعب به ولدان أهل المدينة قال القاضي وقيل إن رؤيتهم على خلقتهم وصورهم الأصلية ممتنعة لظاهر الآية إلَّا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومن خرقت له العادة وإنما يراهم بنو آدم في صور غير صورهم كما جاء في الآثار قال المصنف هذه دعوى مجردة فإن لم يصح لها مستند فهي مردودة قال الإمام أبو عبد الله المأزري الجن أجسام لطيف روحانية فيحتمل إنه تصور بصورة يمكن ربطه معها ثم يمنع أن يعود على ما كان عليه حتى يأتي اللعب به وإن خرقت العادة أمكن غير ذلك اهـ، وآخر كلامه إلى ما قاله القاضي فتأمله. قوله: (بِشِهَاب) هو الشعلة في مفردات الراغب والصحاح الشهاب الشعلة الساطعة من النار الموقودة. قوله: (بلَعنَة الله التّامَّة) قال القاضي يحتمل تسميتها التامة أي لا نقص فيها ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه أو الموجبة عليه العقاب سرمدًا اهـ، وقال ابن الجوزي في كشف المشكل أشار بتامة إلى دوامها. قوله: (والله لوْلا دعْوةُ أَخي سُليْمانَ الخ) فيه جواز الحلف من غير استحلاف لتفخيم ما يخبر به الإنسان وتعظيمه والمبالغة في صحته وصفته وقد كثرت الأحاديث بمثل ذلك ودعوة سليمان هي قوله: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: ٣٥]، ففيه الإشارة إلى أن هذا مختص به فامتنع نبينا - صلى الله عليه وسلم - من ربطه لأنه لما تذكر دعوة سليمان ظن إنه لا يقدر على ذلك أو تركه تواضعًا وتأدبًا. قوله: (ولْدَانُ أهْلِ المَدِينَةِ) أي صبيانهم. قوله: (وَرَوَيَنا في صحَيح مُسِلم) قال الحافظ بعد تخريجه وأصله في الصحيحين بدون القصة من حديث أبي هريرة قلت وقد تقدم في باب الأذان. قوله: (عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صالح) هكذا هو في بعض النسخ بالتصغير

<<  <  ج: ص:  >  >>