للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خارجة بن الصلت، عن عمه، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت، ثم رجعتُ فمررتُ على قوم عندهم رجلٌ مجنون موثَقٌ بالحديد، فقال أهله: إنا حُدِّثنا أن صاحبك هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه؟ فرقيتُه بفاتحة الكتاب، فَبَرَأ، فأعطَوني مائة شاة، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: "هَلْ إلَّا هَذا" وفي رواية: "هَلْ قُلْتَ غَيرَ هذا؟ " قلت: لا، قال: "خُذها فَلَعَمْرِي لَمَنْ أكلَ بِرُقْيَةٍ باطِلٍ، قدْ أكلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ".

وروينا في كتاب ابن السني بلفظ آخر، وهي رواية

ــ

حديث حسن أخرجه أبو داود وابن حبان والحاكم. قوله: (خارجَة بْنِ الصَّلتِ) خارجة اسم فاعل مؤنث بالتاء من الخروج والصلت بفتح الصاد المهملة وإسكان اللام آخره مثناة فوقية وهو البرجمي بضم الموحدة وسكون الراء المهملة وضم الجيم قال في السلاح وهو تيمي قال الحافظ ابن حجر في التقريب إنه مقبول من كبار التابعين. قوله: (مجنون) المجنون زوال الشعور مع بقاء القوى في الأعضاء ثم إن المصنف وصاحب السلاح والحصن عقدوا ترجمة ما يقال للمعتوه وأوردوا فيه هذا الخبر وأورد فيه صاحب السلاح حديث أبي السابق وكأنه قام عندهما ما يدل على أن المراد من المجنون في الخبر المعتوه ويقويه إنه ورد في الحديث الآتي عند ابن السني أو إن المراد بالمعتوه في الترجمة المجنون بأنواعه وفي النهاية المعتوه المجنون المصاب بعقله وقد عنه فهو معتوه قال بعض العلماء المعتوه من كان قليل الفهم مختلط الكلام فاسد التدبير إلّا إنه لا يضرب ولا يشتم كالمجنون والمجنون بخلافه وقيل العاقل من يستوي كلامه وأفعاله إلَّا نادرًا والمجنون ضده والمعتوه من يستوي ذلك منه وقيل المجنون من يفعل لا عن قصد مع ظهور الفساد نقله في الحرز. قوله: (هَلْ إِلَّا هذا) أي هل قلت إلّا هذا كما بينته الرواية المذكورة بعده. قوله: (برُقْيةِ الخ) بضم الراء.

قوله: (وَرَوَيَنا في كِتَابِ ابْنِ السني) إلى آخره وفيه زيادة أي عند ابن وهب أحد رواته جئتم من عند أهل الخير كتاب بخير فهل عندكم من دواء أو رقية الخ. والباقي سواء خرجه أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى والدارقطني والحاكم والكل من طريق بينها الحافظ في التخريج. قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>