فإياكم - يا أحبائي - والسَّعيَ في أسباب عذابي". ويوصيهم بالرفق بمن يخلِّفه من طفل وغلام وجارية وغيرهم، ويوصيهم بالإحسان إلى أصدقائه ويعلِّمهم: أنه صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنَّ مِنْ أبرِّ البِرِّ أنْ يصِلَ الرَجُلُ أهْلَ وُدِّ أبيه".
وصحَّ
ــ
ذكر الحافظ في تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب إنكار عائشة على عمرو بن عمر هذا الحديث.
قال الحافظ في أمالي الأذكار وجاء عن عمر التعبير بالبكاء عن ابن عمر قال قال عمر لا تبكوا على موتاكم فإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه قال الحافظ بعد تخريجه هذا موقوف صحيح وجاء عنه بلفظ النياحة قال الحافظ بعد تخرجيه هذا حديث صحيح أخرجه أحمد والبخاري ومسلم وفي رواية بعضهم بما ينح عليه وجاء عنه تقييد النهي بما إذا اقترن بالبكاء نوح أو غيره وهذا المعتمد عن شقيق بن سلمة قال لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة بني المغيرة يبكين عليه فقيل لعمر أرسل اليهن فانههن فقال ما عليهن إن يهرقن دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة قال الحافظ بعد تخريجه هذا موقوف صحيح أخرجه ابن سعد في الطبقات عن أبي معاوية وعن وكيع وزاد قال وكيع النقع الشق واللقلقة رفع الصوت وأخرجه أبو عبيد في غريب الحديث وحكي في تفسير النقع مثل ما تقدم وقيل هو وضع التراب على الرأس، وقيل رفع الصوت، وعن النسائي قال هو صنع الطعام لأجل الميت ورجح الثاني أبو عبيد وغيره ولم يحكوا في تفسير القلقلة خلافًا وسيأتي الكلام على النياحة بعد أبواب وعن أنس إن عمر رضي الله عنه لما طعن عولت عليه حفصة فقال يا حفصة أما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول المعول عليه يعذب أخرجه مسلم قال أهل اللغة عول إذا بكى بصوت وأعول لغة فيه وهي اشهر اهـ. كلام الحافظ ملخصًا قوله:(فَإيَّاكُمْ) أي فأحذركم البكاء فحذف العامل وانفصل الضمير. قوله:(والسَّعيَ) بالنصب عطف على إياكم.
قوله:(صحَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّه قَال إِن منْ أَبَرِّ البر الخ) رواه مسلم في صحيحه هكذا وروه فيه أيضًا بحذف من وفي الجامع الصغير رواه كذلك أحمد في مسنده والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي كلهم عن ابن عمر وقال العلقمي في شرحه رواية أبي داود إن أبر البر صلة المرء أهل ود أبيه وعليه فأهل منصوب معمول صلة الذي هو مصدر يعمل عمل الفعل ويقدر