للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنا لِلهِ وإنَّا إلَيهِ رَاجِعُونَ، اللهم أجُرْني في مُصِيبَتي، وأخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْهَا، إلا آجَرَهُ اللهُ تَعَالى في مُصِيبَتِهِ وأخْلَفَ لَهُ خَيْرا مِنْها"، قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخلف الله تعالى لي خيرًا منه:

ــ

الفوائد المتعلقة بالآية في باب ما يقول إذا أصابته نكبة. قوله: (إنَّا لله) أي نحن وأهلونا وأموالنا عبيد لله يصنع فينا ما يشاء أي ومن ظن نفسه على هذا المعنى سهل عليه ما فقده وأصابه قال الطيبي أما التلفظ بذلك مع الجزع قبيح وسخط للقضاء اهـ، وتعقبه في المرقاة بأن ذلك من خلط العمل الصالح بالعمل السوء كالاستغفار مع الإصرار اهـ، وما قاله الطيبي طيب. قوله: (وإِنَّا إِليهِ) أي إلى انفراده بالحكم كما كان أول مرة راجعون وهو إقرار بالبعث والنشور وقال أبو بكرٍ الوراق إنَّا لله إقرار له بالملك وإنّا إليه راجعون إقرار على نفسه بالهلكة نقله العلقمي. قوله: (اللَّهمَّ أجُرْني) بسكون الهمزة وضم الجيم ونقل القاضي عياض عن أهل اللغة إنه مقصور لا يمد وبمد الهمزة وكسر الجيم قال الطيبي أجره يأجره إذا أثابه وأعطاه الأجر كآجره اهـ. قال ابن حجر بضم الجيم وكسرها يعني مقصورة بالوجهين وهو كذلك في القاموس قال في المرقاة لكن الكسر مع القصر غير موجود في النسخ اهـ، ومعنى أجره الله أي أعطاه أجره وجزاء صبره ووقع لابن ملك في شرح المشارق إنه قال هو بهمزة وصل وهذا منه كما في المرقاة سهو لأن الهمزة الموجودة فاء الفعل وهمزة الوصل سقطت في الدرج. قوله: (وأَخْلِفْ لي خيرًا منْهَا) أي اجعل لي خلفًا مما فات عني في هذه المصيبة وأخلف بهمزة قطع وكسر اللام يقال لمن ذهب له ما لا يتوقع حصول مثله بأن ذهب له والد خلف الله عليك منه بغير ألف أي كان الله خليفة منه عليك ويقال لمن ذهب له مال أو ولد أو ما يتوقع حصول مثله أخلف الله عليك أي رد الله عليك مثله. قوله: (فلمَا تُوُفِّي أَبو سَلَمَةَ) هو زوجها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي سبق عام وفاته قال أبو نعيم إنه أول من هاجر إلى المدينة وذكره أصحاب المغازي ثم هاجر إلى الحبشة فهو أول من هاجر بالظعينة إلى أرض الحبشة ثم إلى المدينة وكان أخا النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرضاع وابن عمته توفي شهيدًا عام أحد كما تقدم في باب ما يقول إذا خرج من بيته في ترجمة

<<  <  ج: ص:  >  >>