وروينا في سنن أبي داود، عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا أصَابَ أحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَقُلْ: إنَّا لِلهِ وَإنَّا إلَيهِ رَاجِعُونَ،
ــ
أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها. قوله:(رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -) هو في نسخة مصححة مضبوط بالرفع على إنه خبر لمحذوف والنصب وجهه ظاهر أي بدلًا من خيرًا لا عطف بيان لما في المعنى من شرط توافق المعطوف والمعطوف عليه عطف بيان في التعريف والتنكير ويؤيد الثاني أنها جاء عنها في رواية لمسلم وهي عند أبي داود والنسائي فأخلف الله لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قوله:(وَرَوَينَا في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ الخ) قال الحافظ أخرجه أحمد وأبو داود وابن حبان وأخرج النسائي وابن خزيمة والطحاوي والحاكم من طرق أخرى وأخرجه ابن حبان عن ابن خزيمة وإنما لم يخرج مسلم هذه الطريق مع إخراجه الحديث الأول والقصد واحد لاختلاف وقع في هذه الطريق
على بعض رجالها ثم إن النسائي وقع عنده الحديث في طريق أم سمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير واسطة وهي رواية الشيخ عنها في الكتاب فقال عنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الحافظ يمكن الجمع بأن تكون أم سلمة سمعته من أبي سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم لما مات أبو سلمة وأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تقوله لما سألته تذكرت ما كان أبو سلمة حدثها به فكانت تحدث به على الوجهين ويؤيد هذا الحمل أن في سياق الحديثين اختلافًا لفظًا وزيادة ونقصًا ثم أيده برواية أخرى أخرجها هو عن ابن أبي سلمة أن أبا سلمة جاء إلى أم سلمة فقال لقد سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا هو أحب إليّ من كذا وكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إنه لا يصيب أحدًا مصيبة فيسترجع ثم يقول فذكر الحديث قال الحافظ بعد إخراجه من طريق أبي يعلى وغيره وأخرجه ابن منده في المعرفة من طريق آخر عن ابن أبي سلمة قال قالت أم سلمة جاء أبو سلمة فقال فذكر الحديث بنحوه وقال فيه أحب إليّ من الدنيا جميعًا وأخرجه أبو داود عن أم سلمة فذكره مختصرًا وللحديث شاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من استرجع عند المصيبة