وروينا في كتاب الترمذي وغيره، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذَا ماتَ وَلَدُ العَبْدِ قال اللهُ تعالى لمَلائكتِه: قبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: فَمَاذَا قال عَبْدِي؟ فيَقُولُون: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالى: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ" قال الترمذي: حديث حسن.
وفي معنى هذا، ما رويناه في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه،
ــ
جبر الله مصيبته وأحسن معونته وجعل له خلفًا صالحًا يرضاه قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث حسن أخرجه ابن أبي حاتم ورجاله موثقون إلّا علي بن أبي طلحة لم يلق ابن عباس اهـ، وفي الجامع الصغير ورواه الحاكم أيضًا عن أم سلمة ورواه الترمذي وابن ماجة عن أبي سلمة. قوله:(اللَّهمَّ عِنْدَكَ أَحتَسبُ مُصيبَتي) أي أدخر ثواب مصيبتي في صحائف حسناتي قال الحسن الحمد لله الذي أجرنا على ما لا بد لنا منه. قوله:(فأْجُرني) قال العلقمي بسكون الهمزة وضم الجيم وكسرها أي ائتني بالأجر والثواب فيها وقال شيخنا فأجرني بالمد والقصر فالأول من آجر والثاني من أجر اهـ. قلت وسبق لهذا مزيد في الحديث قبله. قوله:(وغَيرِهِ) قال في السلاح ورواه ابن حبان في صحيحه زاد في الحصين وابن السني كلهم عن أبي موسى ولفظ الكتاب للترمذي وسبق الكلام على تخريجه في كتاب حمد الله تعالى. قوله:(ولَدُ العبدِ) أي من ولد أو بنت أو حفيد أو سبط. قوله:(لِملائِكَتِهِ) أي الموكلين بقبض الأرواح. قولط:(قَبَضتُم ولَدَ عَبدِي) أي زوجه والاستفهام مقدر في الكلام. قوله:(ثَمَرَة فؤَادِه) بالمثلثة أي نهاية نتيجة توجه قلبه وقطعة كبده وحب لبه. قوله:(حَمِدَكَ) بكسر الميم أي قال الحمد لله. قوله:(وَاسترْجع) أي قال: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة: ١٥٦] قوله: (فَيقولُ ابنُوا) بهمزة وصل وسكون الموحدة وضم النون أمر للجماعة من البناء. قوله:(بيتًا) قال في الحرز أي قصرًا عظيمًا وكأن التعظيم استفيد من سياق الكلام واقتضاء المقام. قوله:(بَيتَ الحمد) بالإضافة وهي بمعنى اللام واللام في الحمد للعهد الذهني أي بيتًا لحمده على فقده ولده.
قوله:(وفي مَعنى هَذَا مَا روينَاهُ الخ) قال الحافظ يريد الاحتساب