باتفاق العلماء، وكذلك يحرم نشر الشعر ولطم الخدود وخمش الوجه والدعاءُ بالويل.
وروينا في "صحيحيهما" عن أم عطية رضي الله عنها، قالت: أخذ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البيعة أن لا ننوحَ.
ــ
الشعور ولبس جلال الدواب والمآزر السود ونحو ذلك والله أعلم. قوله:(باتفَاقِ العلماءِ) لا غيره لما قاله بعض المالكية من أن النياحة ليست بحرام وإنما المحرم ما يصحبها من شق جيب ونحوه واستدل له قال المصنف وليس فيما قاله دليل صحيح.
قوله:(وَرَويَنَا في صحيحيهمَا) قال الحافظ ورواه البخاري وأبو داود من طريق أخرى وأخرجه النسائي مختصرًا والطريقان صحيحان قال الحافظ وللحديث شاهد عن أنس رضي الله عنه قال أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بايعهن أن لا ينحن الحديث هذا حديث حسن أخرجه البزار. قوله:(عَنْ أمّ عطيةَ) هي نسيبة بنون وسين مهملة بعدها تحتية ثم موحدة واختلفوا في ضبط النون والسين فقيل بفتح النون وكسر السين وعليه مشى ابن عساكر والمقدسي والمشهور إنه بصيغة المصغر وعليه مشى ابن ماكولا وابن الجوزي وطائفة وقالوا التي بفتح النون وكسر السين هي أم عمارة وقيل هي نبيشة بالشين المعجمة وبالتصغير حكاه ابن عبد البر وفي التنقيح لابن الجوزي لشينه بلام ونون ونقل ابن الملقن عن صحيح أبي عوانة في كتاب الزكاة تسميتها لنيبه بلام ثم فوقية ثم تحتية ثم موحدة ثم هاء وقال كذا رأيته بالخط وعن تاريخ ابن حبان إنه اسمها واختلف في اسم أبيها أيضًا فقيل كعب وقيل الحارث والأول اشهر وهي صحابية جليلة مشهورة سكنت البصرة وذكر ابن سعد إن أم عطية غزت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات بتقديم السين وشهدت خيبرًا وكانت على ثقيل عندها وكانت تنتف إبطه وقال ابن عبد البر كانت تعد في أهل البصرة وكانت من كبار نساء الصحابة وكانت تغزو كثيرًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وتمرض المرضى وتداوي الجرحى وشهدت غسل ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت تغسل الميتات روي لها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما قيل أربعون حديثًا اتفقا منها على ستة وانفرد كل منهما بحديث قال القلقشندي ولم أقف على تاريخ وفاتها. قوله:(أَخَذَ علَيْنَا الخ) وفي صحيح مسلم أنها قالت فقلت يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم أسعدوني في الجاهلية فلا بد لي أن أسعدهم فقال