فأصحها ما رويناه في "صحيح مسلم" عن عوف بن مالك رضي
الله عنه قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جنازة فحفظتُ من دعائه وهو يقول: "اللهم اغْفِرْ لَهُ، وارْحَمْهُ، وعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وأكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بالمَاءِ والثلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايا كما نَقَّيْتَ الثوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَس، وأبْدِلْهُ دَارًا خَيرًا مِنْ دَارِهِ، وأهْلا خَيْرًا مِنْ أهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيرًا مِنْ زَوْجِهِ، وأدْخِلْهُ الجَنَّةَ،
ــ
(مَا رَوَيْناه في صحيح مسلم) قال في السلاح ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة زاد الحافظ وأخرجه أحمد وهو ما سقَط منَ سماع السند قديمًا اهـ.
قوله:(أغفِرْ لهُ) أي ذنوبه وارحمه أي برفع الدرجة زيادة على المغفرة وعافه من العذاب واعف عنه أي ما وقع له من تقصير في الطاعة وأكرمه هو دعاء من الإكرام والنزل بضمتين ما يهيأ للضيف من الطعام أي أحسن نصيبه من الجنة ووسع بكسر السين المهملة المشددة ومدخله بضم الميم وفتحها وباء معجمة وبهما قرئ قوله تعالى: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}[النساء: ٣١]، قال ابن الجزري بضم الميم يعني موضعا يدخل فيه وهو قبره الذي يدخله الله إليه قال ميرك لكن المسموع من أفواه المشايخ والمضبوط في الأصول أي من نسخ الحصن فتح الميم وكلاهما صحيح المعنى قال صاحب الصحاح المدخل الدخول وموضع الدخول أيضًا تقول دخلت مدخلا وتقول أدخلته مدخل صدق اهـ، ويجوز أن يكون بالضم موضع الإدخال وهو المناسب لهذا المقام. قوله:(واغسلهُ) بهمزة وصل أي غسل ذنوبه والبرد بفتحتين الغرض تعميم أنواع الرحمة والمغفرة في مقابل أصناف المعصية والغفلة. قوله:(ونقِّه) بتشديد القاف المكسورة من التنقية بمعنى التطهير والهاء فيه يحتمل أن تكون ضميرًا للميت وأن تكون هاء السكت وقوله من الخطايا أي من أثرها. قوله:(من الدنَسِ) بفتحتين أي الدرن قال ابن الجزري الدرن الوسخ. قوله:(وأَبدِلْهُ) بصيغة الدعاء من الأبدال أي عوضه دارًا من القصور أو من سعة القبور. قوله:(وَأَهْلا) أي من الغلمان والخدم. قوله:(وزَوْجًا) أي زوجة من الحور العين أو من نساء الدنيا وفي التحفة وظاهر أن المراد بالأبدال في الأهل والزوجة إبدال الصفات لا الذوات لقوله تعالى: (أَلحقنَا بِهِتم ذُريتهُمْ)[الطور: ٢١] ولخبر الطبراني وغيره