للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جزوز، ويقسمُ لحمها حتى أستأنس بكم، وأنظرَ ماذا أراجع به رسل ربي.

وروينا في "سنن أبي داود" والبيهقي بإسناد حسن،

ــ

وقال النووي الله تعالى مالك والمالك لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وأيضًا فإن أفعاله تعالى غير معللة قال السمعاني سبيل معرفة هذا الباب التوقيف لا القياس والنظر ومن عدل فيه عن التوقيف ضل وحار ولم يصل إلى ما تطمئن به القلوب فإن القدر سر من أسرار الله تعالى ضربت دونه الحجب واختص

سبحانه بعلمه وحجب قلوب الخلق عنه فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب فالواجب أن نقف حيث حد لنا ولا نتجاوزه قال ابن خلف يعني الآبي الجواب أن يقال هب أن القضاء سبق بمكان كل من الدارين لكن استحقاق ذلك ليس لذاته بل موقوف على سبب هو العمل وإذا كان موقوفًا على سبب فقال - صلى الله عليه وسلم - اعلموا فكل ميسر ففعله سبب ما يكون له من جنة أوتار وقد بين ذلك بقوله أما أهل السعادة فييسرون إلى آخر الخبر وما يلي من الآيات وفي روضة التحقيق في قصة الصديق قال الشاعر:

علمي بقبح المعاصي حين أوردها ... يقضي بأني محمول على القدر

لو كنت أملك نفسي أو أدبرها ... ما كنت أطرحها في لجة الغرر

كلفت نفسي أشياء ما قويت بها ... وكنت أمضي أفعالا بلا قدر

وجاز في عدل ربي إن يعذبني ... فلم أشاركه في نفع ولا ضرر

إن شاء نعمني أو شاء عذبني ... أو شاء صورني في أحسن الصور

يا رب عفوك عن ذنب قضيت به ... عدلا عليّ فهب لي صفح مقتدر

اهـ. كلام شرح الأنوار السنية قوله: (جزُورٌ) بفتح الجيم في النهاية والجزور البعير ذكرًا كان أو أنثى إلَّا إن اللفظة مؤنثة لقوله هذه الجزور إن أردت ذكرًا والجمع جزر ككتب وجزائر اهـ. قوله: (وَرَوَيْنَا في سننِ أَبِي دَاوُدَ الخ) ورواه الحاكم في المستدرك والبزار وأخرجه الحافظ وزاد بسنده ذلك إلى عثمان إنه كان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فقيل له تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا فقال إن رسول الله قال إن القبر أول منازل الآخرة فإن تنج منه فما بعده أيسر منه وإن لم تنج منه فما بعده أشد منه قال وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأيت منظرا إلَّا والقبر أفظع منه قال الحافظ بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>