وقولوا: يستأذِن عمر، فإن أذِنَتْ لي -يعني عائشةَ- فأدخلوني، وإن ردَّتني فردُّوني إلى مقابر المسلمين.
وروينا في "صحيح مسلم" عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: قال سعد:
الحدوا لي لحدًا، وانصبوا عليَّ اللَّبن نصبًا كما صُنِعَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وروينا في "صحيح مسلم" عن عمر بن العاص رضي الله عنه أنه قال وهو في سياقة الموت: إذا أنا متُّ فلا تصحبْني نائحةٌ ولا نارٌ، فإذا دفنتموني، فشُنُّوا عليَّ التراب شنًّا،
ــ
لولده عبد الله. قوله:(ثُمَّ سلِّمَ الخ) أمره بالاستئذان بعد وفاته بعد أن جاءه وأخبرها برضاها بذلك في حياته خشية أن يعرض لها ما ترى معه المنع بعد وفاته.
قوله:(وَرَوَيَنَا في صحيحِ مُسْلمٍ) قال الحافظ بعد تخريجه عن عبد الله بن جعفر عن إسماعيل
ابن محمد بن سعد عن عامر بن سعد، وهو ابن أبي وقاص قال إذا أنا مت فألحدوا لي لحدا الحديث
ما لفظه أخرجه مسلم بهذا السند وعبد الله بن جعفر هو المخرمي بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الراء بعد وفي طبقته عبد الله بن جعفر بن نجيح وهو ضعيف وهما معًا من أهل المدينة وأخرجه أحمد كذلك وأخرجه النسائي وابن ماجة من رواية أخرى عن عبد الله بن جعفر، وخالف الجميع عبد الرحمن بن مهدي فرواه عن عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص فقال عن أبيه عن جده فتعارضت هنا الأكثرية والأحفظية فإن عبد الرحمن بن مهدي أحفظ الجمعة وكان مسلمًا رجح الأكثرية ولا يبدع أن يكون إسماعيل سمعه من أبيه وعمه، وقد أخرجه عن عبد الرحمن بسنده المذكور أيضًا اهـ. قوله:(فألْحِدُوا لي لحدًا) زاد الحافظ في التخريج ولا تشنوا وانصبوا على اللبن نصبًا واحثوا على التراب حثوا فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحد له. قوله:(في سِيَاقهِ الموْتِ) في نسخة بحذف الياء والسياق مصدر ساق وأصله سواق قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها كما في صيام وقيام، وسبق أن المراد بسياقة الموت الاحتضار ومبادئ خروج الروح. قوله:(مِت) بكسر الميم وضمها وسبق بيان وجهها. قوله:(ولا نارٌ) يكره إتباع