وأما أبو رغال الأول فجاء ما يدل على أن قبره بالطائف فعند الفاكهي من طريق عقيل عن الزهري قال لما حاصر - صلى الله عليه وسلم - الطائف أغلقوا عليهم وارتقوا على الحصن وهم يقولون:
والله لا نسلم ما حيينا ... هذه وقبر أبي رغال فينا
فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي تدري ما هذا قال لا قال هذا قبر أبي رغال وهو من بقية ثمود وتقدم في حديث عبد، الله بن عمر وما يرشد إلى ذلك اهـ.
تنبيه
قال الحافظ وقع في عدة من نسخ الأذكار أبي رغال الذي كان يسرق الحاج بمحجنه ولم أر في
شيء من الروايات وصف أبي رغال بذلك ولعلها كانت والذي فسقطت واو العطف قال وقصة صاحب المحجن الذي كان يسرق الحاج به وهو بكسر الميم عصى معوجة الطرف كما في صحيح مسلم عن جابر قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث في صلاة الكسوف إلى أن قال حتى رأيت صاحب المحجن كان يسرق الحجاج بمحجنه فإذا فطن له قال إلا تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وأخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وفي رواية أخرجها النسائي فإذا علم به كان يقول إنما يسرق المحجن قوله:(وابْنِ جدْعانَ) هو بضم الجيم وإسكان الدال وبالعين المهملتين واسمه عبد الله وكان كثير الإطعام وكان اتخذ للضيفان جفنة يرقى إليها بسلم وكان من بني تيم بن مرة من أقرباء عائشة رضي الله عنها إذ هو ابن عم أبي قحافة والد الصديق ذكره الحافظ في التخريج وكان من رؤساء قريش في الجاهلية وفي الصحيح عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه قال لا إنه لم يقل بها رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين رواه مسلم قال الحافظ وسمي في طريق أخرى عند أحمد أيضًا عن عائشة قالت يا رسول الله إن عبيد الله بن جدعان فذكره وزاد يقرئ الضيف ويفك العاني ويحسن الجوار وزاد فيه أبو يعلى من هذا الوجه ويكف الأذى فيثب عليه اهـ، وحاصل جوابه - صلى الله عليه وسلم - أنه لم ينفعه ذلك لكفره وهو المراد من قوله لم يقل يومًا رب الخ. أي لم يكن مصدقًا بالبعث ومن لم يكن مصدقًا به لا ينفعه