للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأتاكُمْ ما تُوعَدُونَ، غَدًا مُؤجَّلُونَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللهُ بكُمْ لاحقون، اللَّهُم اغْفِرْ لأهلِ بَقِيع الغَرْقَدِ".

وروينا في "صحيح مسلم" عن عائشة أيضًا، أنها قالت: كيف أقول يا رسول الله؟ -تعني في زيارة القبور- قال: قولي: "السَّلامُ على أهْلِ الدِّيارِ

ــ

أنه مراد عند حذفه وإن كان الاختصاص أفصح وقيل منصوب على الاختصاص قال في فتح الإله وهو الأفصح. قوله: (وأَتَاكُمْ) هو بالقصر أي جاء ما توعدون غدا أي من الثواب أو العقاب وضبطه الحنفي في شرح الحصن بمد الهمزة من الإيتاء بمعنى الإعطاء ورده في الحرز بأنه مخالف للرواية. قوله: (مُؤجَّلُونَ) بتشديد الجيم المفتوحة خبر مبتدأ محذوف أي أنتم مؤجلون باعتبار أجوركم. قوله: (إِنْ شَاءَ الله) أتى به للتبرك أو امتثالًا للآية ومن ثم قيل استثنى الله تعالى {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [الفتح: ٢٧]، لكن استثناء الخلق فيما يعلمون أو التعليق بالنظر للحوق بهم في هذا المكان بعينه أو للموت على الإسلام فإنه مشكوك فيه وعلى هذا فيكون خاصا

بالأمة وأتى به - صلى الله عليه وسلم - تعليمًا لهم أو إن فيه بمعنى إذ كما في {وَخَافُونِ إِن كنُتم مُؤمِنِينَ} [آل عمران: ١٧٥]. قوله: (وَرَوَيْنا في صَحيحِ مِسلِم) قال في السلاح ورواه النسائي وزاد فيه أنتم لنا فرط وانَّا بكم لاحقون اللهم لا تحرمنا أجرهم وَلا تفتنا بعدهم وزاد فيه وأخرجه أبو عوانة عن يونس بن سعيد بن مسلم بتشديد اللام عن حجاج بحاء مهملة فجيمين بينهما ألف وهو ابن محمد المصيصي قال عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة وأخرجه مسلم أيضًا والنسائي وأبو عوانة من رواية ابن وهب عن ابن جريج فقال عن عبد الله بن كثير بن المطلب بدل ابن أبي مليكة قال النسائي حجاج في ابن حجر أثبت عندنا من ابن وهب ونقل أبو عوانة عن أحمد أنه قال في ابن وهب عن ابن جريج سيئ اهـ. قوله: (عَلَى أَهل الديارِ) قال ابن عبد السلام أهل الديار في عرف النّاس من سكن الديار أو كان بفنائها وقد أمر بالاستعاذة من عذاب القبر فهذا يدل على أن الأرواح في القبور دون أفنيتها وهو المختار اهـ، وقال ابن الجزري يريد بالديار المقابر وهو جائز لغة قال إنه يقع على الربع العامر أو المسكون والخراب وأنشد على ذلك قول النابغة:

يا دار مية بالعلياء فالسند ... أقوت وطال عليها سالف الأمد

<<  <  ج: ص:  >  >>