للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ما العَمَلُ في أيام أفْضَلَ مِنْها في هَذهِ، قالوا: وَلا الجهاد في سبيل الله؟ قال: وَلا الجهاد، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بشَيءِ"

ــ

سادسها ثلاثة أيام أولها يوم عرفة قاله مالك بن أنس وقيل إنما قال معلومات ليحرص على علمها بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها قال ابن الجوزي والذكر هنا قال

الزجاج يدل على التسمية على ما ينحر لقوله: {مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج: ٢٨] وقال القاضي أبو يعلى يحتمل أن يكون الذكر هذا هو الذكر على الهدايا الواجبة كدم التمتع والقرآن ويحتمل أن يكون الذكر المفعول عند رمي الجمرات وتكبير التشريق لأن الآية عامة في ذلك كله اهـ. قوله: (مَا الْعمَلُ) أي الصالح كما جاء في رواية أخرى. قوله: (منهَا في هذه) كذا في نسخة مصححة ووجهه أن الضمير يعود على العمل لكونه في تأويل الأعمال ذكره الزركشي وعبارته في التنقيح العمل مبتدأ وفي أيام متعلق به وأفضل خبر المبتدأ ومنها متعلق بأفضل والضمير يكون للعمل بتقدير الأعمال كقوله تعالى: {أَو الطِّفْلِ الَّذِينَ} [النور: ٣١] اهـ، ونازعه الدماميني في مصابيح الجامع في جعله الآية نظير الحديث ولفظه ودعوى الزركشي أن الضمير للعمل بتقدير الأعمال كقوله: {أَو الطِّفْلِ الَّذِينَ} [النور: ٣١] غلط لأن الطفل يطلق على الواحد على الجماعة بلفظ واحد قال الدماميني ويجوز أن يكون تأنيث الضمير باعتبار إرادة القربة مع عدم تأويل العمل بالجمع أي ما القربة في أيام أفضل منها في هذه اهـ، وقال الشيخ زكريا في تحفة القارئ ما لفظه وفي نسخة أخرى ما العمل في أيام أفضل منه في هذه فالضمير منه يعود للعمل واسم الإشارة للأيام اهـ، وروى الحافظ عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيها من هذه الأيام يعني أيام العشر الحديث وقال أخرجه أبو داود والترمذي (قلت) وبه يتضح معنى هذه الرواية أي ما العمل أفضل منه في هذه الأيام والله أعلم، والمعنى في هذه الأيام أفضل منه في غمرها من الأيام. قوله: (ولا الجهادُ الخ) أي العمل في هذه الأيام لا يفضله شيء ولا الجهاد إلّا رجل الخ. ففيه عظم فضل العبادة في هذه الأيام وفضل الجهاد. قوله: (يُخاطرُ بنَفسهِ ومَالهِ) أي يوقع نفسه وماله في خطر الجهاد ويقتل في الجهاد. قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>