للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: اللهُم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا - صلى الله عليه وسلم - فتسقِيَنا، وإنا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبينا - صلى الله عليه وسلم - فاسقنا، فيُسْقَوْنَ.

وجاء الاستسقاء بأهل الصلاح عن معاوية وغيره. والمستحبُّ أن يقرأ في صلاة الاستسقاء ما يقرأ في صلاة العيد، وقد بَيَّناه، ويكبِّر في افتتاح الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات كصلاة العيد، وكل الفروع والمسائل التي ذكرتُها في تكبيرات العيد السبع والخمس يجيء مثلها هنا،

ــ

هذا والله الوسيلة إلى الله والمكان منه وقال حسان بن ثابت:

سأل الإِمام وقد تتابع جدبنا ... فسقي الغمام بغرة العباس

عم النبي وصفو والده الذي ... ورث النبي بذاك دون النّاس

أحيي الإله به البلاد فأصبحت ... مخضرة الأجناب بعد اليأس

ولما سقي النّاس طفقوا يتمسحون بالعباس ويقولون له هنيئًا لك ساقي الحرمين اهـ. قوله: (فَقَال) أي عمر أما العباس فإنه قال اللهم إنه لم ينزل بلاءً إلّا بذنب ولم يكشف إلّا بتوبة وقد توجه بي القوم لمكاني من نبيك - صلى الله عليه وسلم - وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث قاله الزبير بن بكار وقال أرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض أورده السيوطي في التوشيح. قوله: (وجاءَ الاسْتِسقْاءُ بأَهْلِ الصَّلاحَ عَنْ معَاويةَ الخ) استسقى معاوية بيزيد بن الأسود فقال اللهم أنا نستسقي بيزيد بن الأسود يا يزيد ارفع يديك إلى الله تعالى فرفع يديه ورفع النّاس أيديهم فثارت سحابة من المغرب كأنها ترس وهب بها ريح فسقوا حتى كاد النّاس لا يبلغون منازلهم واستسقى عمر بالعباس كما سبق وكذا فعله كثير من السلف وفي تخريج أحاديث الرافعي للحافظ حديث أن معاوية استسقى بيزيد بن الأسود أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسند صحيح ورواه أبو القاسم اللالكائي في السنة في كرامات الأولياء منه وروى ابن بشكوال من طريق حمزة عن ابن أبي حملة قال أصاب النّاس قحط بدمشق فخرج الضحاك بن قيس يستسقي فقال ابن يزيد بن الأسود فقام وعليه برنس ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال أي رب إن عبادك

<<  <  ج: ص:  >  >>