للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إنَّكَ كُنْتَ غَفَّارا، فأرسل السَّماءَ عَلَيْنا مِدْرارًا اللهم اسْقِنا الغَيْثَ ولا تَجْعَلْنا مِنَ القَانِطِينَ، اللهم أنْبِتْ لنَا الزَّرْعَ، وأَدِرَّ لنَا الضَّرْعَ، وَاسْقِنا مِنْ بَرَكاتِ السَّماءِ، وأنْبِتْ لَنا مِنْ بَرَكاتِ الأرْضِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الجَهْدَ والجُوعَ والعُرْيَ، واكْشِفْ عَنَّا مِنَ البَلاءِ ما لَا يَكْشِفُهُ غَيْرُكَ". ويستحبُّ إذا كان فيهم رجل مشهور بالصلاح أن يستسقوا به فيقولوا: "اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَسْقِي وَنَتَشَفَّعُ إلَيْكَ بِعَبْدِكَ فُلانٍ".

وروينا في "صحيح البخاري" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب،

ــ

فسقي ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وهاطل ترب

قوله: (إِنا نَسْتَغفِرُكَ) أي نسألك غفران ذنوبنا. قوله: (إِنكَ كُنْتَ غَفارًا) أي ولم تزل على ذلك. قوله: (فأَرْسِل السَّماء) أي السحاب علينا مدرارًا أي كثير الدر والمطر. قوله: (وَأدِرَّ لنَا الضَّرْعَ) أي اجعله ذا در أي لبن قال الجوهري الضرع لكل ذات ظلف أو خف. قوله: (بَركَاتِ السماءِ الخ) بركات السماء كثرة مطرها مع الربيع والنماء، وبركات الأرض ما يخرج منها من زرع ومرعى والسماء هنا السحاب قال الزمخشري في تفسيره ويجوز أن يكون المراد هنا المطر والسحاب ويجوز أن يكون المراد بها الظلمة لأن المطر ينزل منها إلى السحاب. قوله: (الْجَهدَ) بفتح الجيم المشقة وبضمها وفتحها الطاقة قاله الجوهري وغيره وذكر المصنف في شرح مسلم إن الضم في الجهد بمعنى المشقة لغة قليلة والظاهر أن المراد من الجهد هنا المشقة. قوله: (والعُرْيَ) بضم العين وإسكان الراء المهملتين. قوله: (ويُسْتَحبَّ إِذَا كَانَ فِيهمْ رَجُل الخ) فإن كان من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أعلى وأولى. قوله: (رَوَيْنَا في صَحِيحِ البُخَارِي) هو من حديث أنس وعنه أخرجه البخاري هكذا قال الحافظ في تخريج الرافعي واستدركه الحاكم فوهم وأخرجه الحافظ من وجه آخر مطولًا بسند ضعيف. قوله: (قَحِطوا) أي احتبس عنهم المطر يقال قحط المطر بفتح حائه وكسرها إذا احتبس ويقال قحط بضم القاف وفتحها وكذا يقالان في قحطوا ذكره البعلي في المطلع. قوله: (اسْتَسْقى بالْعَبَّاس الخ) في أسد الغابة إن ذلك كان عام الرمادة فسقاهم الله به وأخصبت الأرض قوله فقال عمر

<<  <  ج: ص:  >  >>