للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأطْبَقَتَ عَلَيهِمُ السَّماءُ".

وروينا فيه بإسناد صحيح عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استسقى قال: "اللهم اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهائِمَكَ، وَانْشُرْ رحْمَتتَكَ، وأحْيِ بَلَدَكَ المَيتَ".

وروينا فيه بإسناد صحيح قال أبو داود في آخره: هذا إسناد جيد عن عائشة رضي الله عنها قالت: "شكا النّاس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قحوط

ــ

على الإسناد المجازي وإلَّا فالمغيث حقيقة هو الله سبحانه وأكد مريئًا بمرتعا بالتاء بمعنى ينبت الله به ما ترتع الإبل وأكد النافع بغير ضار وعاجلًا بغير آجل اعتناء بشأن الخلق واعتمادًا على سعة رحمة الحق فكما دعا - صلى الله عليه وسلم - بهذا الدعاء كانت الإجابة طبقًا حيث أطبقت عليهم السماء فإن في إسناد الأطباق إلى السماء والسحاب هو المطبق أيضًا مبالغ اهـ. قوله: (فأَطْبقَتْ عَلَيهِمُ السماء) بالبناء للفاعل وقيل للمفعول يقال أطبق على كذا إذا جعل الطبق على رأس شيء وغطاه به أي جعلت السحاب كطبق قيل أي ظهر السحاب في ذلك الوقت وغطاهم كطبق فوق رؤوسهم بحيث لا يرون السماء من تراكم السحاب وعمومه الجوانب وقيل أطبقت بالمطر الدائم يقال أطبقت عليه الحمى أي دامت وفي شرح السنة أي ملأت والغيث المطبق هو العام الواسع. قوله: (اللَّهمَّ اسْقِ) بوصل الهمزة وقطعها كما سبق تحقيقه لغة ورواية فلا وجه لحصر الحنفي في شرح الحصن بقوله أمر من السقي من باب ضرب. قوله: (عبَادكَ) أي ذوي العقول قال ابن رسلان وذكر العباد هنا كالسبب للسقي أي اسقهم لأنهم عبيدك المتذللون الخاضعون لك وبهائمك أي الحيوانات والحشرات وانشر بضم الشين رحمتك أي ابسطها على جميع الخلق أي جميع الموجودات من الحيوانات والنباتات والجمادات وفيه إيماء إلى قوله: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} [الشورى: ٢٨] أي في كل شيء من السهل والجبل والنبات والحيوان ذكره البيضاوي. قوله: (وأَحي) هو بفتح الهمزة به بلدك الميت، قال ابن رسلان روى الطبراني في الأوسط اللهم أنزل علينا من السماء ماءً طهورًا وأحي به بلدة ميتًا وأسق مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرًا. قوله: (شَكَى النَّاسُ) يقال شكيت شكاء بالألف وقيل بالياء. قوله: (قُحوطَ

<<  <  ج: ص:  >  >>