للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطر، فمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد النّاس يومًا يخرجون فيه، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر - صلى الله عليه وسلم -، فكبر وحَمِد الله عزّ وجل، ثم قال: "إنَّكُمْ شَكَوْتُم جَدْبَ دِيارِكمْ، وَاسْتِئْخَارَ المَطَرِ عَنْ إبَّان زَمانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أمَرَكُمُ الله سُبْحانَهُ أنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ، ثم قال: الحَمْدُ لِلَهِ رَب العَالمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مالِكِ يَوْم الدينِ، لا إلهَ إلَّا الله

ــ

المَطرِ) بضم القاف أي فقده قال الطيبي القحوط مصدر بمعنى القحط أو جمع وأضيف إلى المطر يشير إلى عمومه في بلدان شتى. قوله: (حِينَ بَدا حَاجبُ

الشمس) بدا بالألف اللينة لا بالهمزة أي ظهر وحاجب الشمس أولها أو بعضها قال الطيبي أي أول طلوع شعاع من الأفق قال ميرك الظاهر إن المراد بالحاجب ما طلع أولًا من جرم الشمس مستدقا مشبهًا بالحاجب قال في المرقاة ويؤيده ما في المغرب حاجب الشمس أول ما يبدو من الشمس مستعار من حاجب الوجه اهـ، ويؤيده ما قاله ابن رسلان أيضًا قال أي حرفها الأعلى من قرصها سمي بذلك لأنه أول ما يبدو منها كحاجب الإنسان قال وعلى هذا يختص الحاجب بالحرف الأعلى البادي أولًا ولا يسمى جميع نواحيها حواجب اهـ. قوله: (واسْتِئْخَار المَطرِ) قال ابن رسلان بهمزة ساكنة بعد المثناة أي تأخره قال الطيبي السين للمبالغة يقال استأخر إذا تأخر تأخرا بعيدًا قلت ولا يخالفه قول ابن رسلان يقال أخر وتأخر واستأخر بمعنى لأن كلام الطيبي لبيان موقع اللفظ. قوله: (عَنْ إِبَّانِ زَمَانِه) سيأتي ضبط الإبان ومعناه في الأصل وإنه الوقت وإضافته إلى الزمان من إضافة الخاص إلى العام أي من أول زمان المطر والإبان أول الشيء كذا في المرقاة. قوله: (أَمرَكُمْ أَن تَدْعُوهُ الخ) أي بقوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] أي ووعد الله لا خلف فيه. قوله: (ثُمَّ قَال الحْمدُ لله رَبِّ الْعَالمِينَ) أي في هذا الحال وفي كل حال الرحمن الرحيم أي المفيض على عباده في الدنيا والآخرة بالنعم الجليلة والدقيقة تارة بصورة النعماء وأخرى في صورة البلوي وفي ذلكم بلاءً من ربكم عظيم. قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: ٤] وفي نسخة ملك وهما قراءتان متواترتان الأكثرون على الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>