للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم حوَّل إلى النّاس ظهره، وقلب أو حوَّل رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على النّاس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله عزّ وجل سحابة، فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله تعالى، فلم يأت مسجدَه حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكِن ضحك - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه، فقال: "أشْهَدُ أن الله على كُل شيءٍ قَدِيرٌ، وأنِّي عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ".

قلت:

ــ

فاصل الرفع إلى تلك المرتبة ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - في مواطن كثيرة أفردها الجلال السيوطي بجزء ولذا كان ذلك من سنن الدعاء خارج الصلاة ومن الطواف فيسن رفع اليدين لدعائه كما في شرح المنهاج لابن حجر الهيتمي خلافا لما في الحرز من عدم طلبه. قوله: (ثُم حَوّل إِلى النَّاس ظهْرهُ) أي واستقبل القبلة إشارة إلى التبتل إلى الله والانقطاع عما سواه. قوله: (وقَلب) بتشديد اللام وفي المرقاة وفي نسخة بتخفيفها وكذا ضبطه ابن رسلان في شرح أبي داود "أو تحول" هو شك من الراوي وتحويل الرداء للتفاؤل بتحويل الحال من الشدة إلى الخصب وفي المرقاة قد جاء بهذا التعليل مصرحًا به في الخبر المرفوع ففي المستدرك من حديث جابر وصححه قال حول رداءه لتحول القحط وفي طوالات الطبراني من حديث أنس وقلب رداءه لكي ينقلب القحط إلى الخصب قلت وكون التعليل من المرفوع سبق قلم إذ هو موقوف والله أعلم وتحويل الرداء أن يأخذ بيده اليمنى الطرف الأسفل من جهة يساره وبيده اليسرى الطرف المقبوض بيده اليمنى على كتفه الأعلى من جانب اليمين والمقبوض بيده اليسرى على كتفه الأعلى من جانب اليسار فإذا فعل ذلك فقد إنقلب اليمين يسارًا وبالعكس والأسفل أعلى وبالعكس قال السهيلي وطول ردائه - صلى الله عليه وسلم - أربعة أذرع وعرضه ذراعان وشبر اهـ. قوله: (وهُوَ رَافِع يَديْهِ) يعني إن هذه الحالة موجودة منه - صلى الله عليه وسلم - في حال تحويل ظهره وردائه أيضًا. قوله: (وبَرقَتْ) بفتح الراء ونسبة الرعد والبرق إلى السحاب مجاز أي ظهر فيه ذلك وفي النهاية برقت بالكسر بمعنى الحيرة وبالفتح من البريق اللمعان. قوله: (الْكِنِّ) هو بكسر الكاف وتشديد النون وهو ما يرد به الحر والبرد من المساكن وقوله ضحك جواب لما وكان ضحكه تعجبًا من طلبهم المطر اضطرارا ثم طلبهم الكن عنه فرارا. قوله: (حَتي بدَتْ نَواجذُه) بالذال المعجمة وهي الضواحك التي تبدو عند الضحك وقيل هي الأضراس والأنياب

<<  <  ج: ص:  >  >>