للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أُفق السماء، ترك العمل وإن كان في صلاة، ثم يقول: "اللهم إني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّها"، فإن مطر قال: "اللهُم صَيِّبًا هَنِيئا".

قلت: ناشئًا، بهمز آخره، أي: سحابا لم يتكامل اجتماعه. والصيب بكسر الياء المثناة تحت المشددة: وهو المطر الكثير، وقيل: المطر الذي يجري ماؤه، وهو منصوب بفعل محذوف: أي: أسألك صَيِّبًا، أو اجعله صَيِّبًا.

ــ

عوانة في صحيحه. قوله: (في أُفُق السماءِ) الأفق بضمتين يجوز أن يكون واحدًا وجمعًا كما في النهاية كالفلك وهو هنا يحتملهما. قوله: (تَرَكَ العَملَ) أي ترك - صلى الله عليه وسلم - ما هو مشتغل به من العمل المباح في ذاته وإن

كان فعله - صلى الله عليه وسلم - لا يكون إلَّا مطلوبًا واجبًا أو مندوبًا للتشريع. قوله: (فإِنْ مَطرَ الخ) زاد في رواية الشافعي فإن كشفه الله أي السحاب حمد الله. قوله: (ناشِئًا بهَمْز آخرَهُ الخ) قال في المرقاة سمي السحاب ناشئًا لأنه ينشأ من الأفق يقال نشأ أي خرج أو ينشأ في الهوى أي يظهر أو لأنه ينشأ من الأبخرة المتصاعدة من البحار والأراضي البحرة ونحو ذلك اهـ. قوله: (صيبًا بكَسْر اليَاءِ المثناةِ الخ) سكت عن ضبط أوله أي بالصاد المهملة وهو بالفتح كما قاله ابن الجزري وغيره وأصله الواو كما في النهاية لأنه من صاب يصوب إذا نزل فأصاب الأرض وبناؤه صيوب على وزن فيعل فأبدلت الواو ياء وأدعمت كسيد اهـ. في المطالع أصله صيوب في مذهب البصريين وعند غيرهم صويب وقال صيبًا مخففا في رواية أبي الحسن ومشددا في رواية أبي ذر على وزن فيعل أصله صيوب ومن أصلهم قلب الواو ياء إذا اجتمعت مع الياء سواء تقدمت على الياء أو تأخرت عنها وإدعام الأولى في الثانية اهـ. قوله: (وهُو المطرُ الكِثيرُ الخ) وقال بعضهم الصيب السحاب ذو الصوب أي المطر قال القاضي البيضاوي في قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} [البقرة: ١٩]، فيعل من الصوب وهو النزول يقال للمطر والسحاب وتنكيره لأنه أريد به نوع من المطر الشديد اهـ، وقال ميرك تفسير الصيب بالمطر روي عن ابن عباس وهو قول الجمهور وقال بعضهم هو السحاب ولعله أطلق مجازًا. قوله: (منْصُوبٌ بفعل محذُوفٍ) أي على أنه مفعول به ويصح كونه مفعولًا مطلقًا أي اسقنا سقيًا صيبًا وقيل على الحال أي أنزل علينا الغيث حال

<<  <  ج: ص:  >  >>