الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب، قال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السُّبُل، فادع الله يُمْسِكُها عنا، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ثم قال: "اللهُم حَوَاليْنا
ــ
استعمال أمطر في الخير والشر وبذلك شهد هذا الخبر. قوله:(سَبْتًا) هو بالسين المهملة فالموحدة فالمثناة الفوقية قال المصنف أي قطعة من الزمان وأصل السبت القطع وقال غيره المراد بالسبت هنا الأسبوع كله قال ابن العز الحجازي وعبر عنه بالسبت من تسمية الكل باسم بعضه ووقع في رواية الداودي والحموي والمستملي للبخاري ستًّا وادعى بعضهم أنه تصحيف لأنه لا يطابق رواية إسماعيل بن جعفر في البخاري في القصة أنها سبع ورد ذلك بإمكان الجمع فرواية ستًّا محمولة على الأيام الكوامل ورواية سبعًا أضيف إليها يوم ملفق من يوم الجمعتين أشار إليه ابن العز الحجازي. قوله:(ثم دخل رجل الخ) قال شريك فسالت أنسًا هو الرجل الأول قال لا أدري أخرجه الشيخان قال الحافظ وأخرج البخاري عن يحيى بن سعيد قال سمعت أنسًا يقول جاء رجل من البدو والشعبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الماشية فذكر الحديث قال فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى فأتى الرجل فقال يا رسول الله الحديث وأفادت هذه الرواية أن السائل في الاستسقاء هو السائل في الاستصحاء وكأن أنسًا ذكره بعد
أن نسيه أو نسيه بعد أن ذكره وقد وقع في رواية قتادة عن أنس في الصحيح أيضًا فقام ذلك الرجل أو غيره وهي تشبه رواية شريك اهـ. قوله:(هلكَتِ الأَموالُ الخ) أي بسبب غير السبب الأول والمراد أن بكثرة الماء انقطع المرعى فهلكت المواشي أو هلكت لعدم ما يكنها من المطر. قوله:(يَمسكُها) يجوز فيه الرفع والسكون والضمير يعود الأمطار أو على السحابة أو على السماء والعرب تطلق على المطر سماء كما تقدم في الباب قبله. قوله:(حَولَيْنا) أي بحذف الألف وقال المصنف في شرح مسلم وفي بعض الصحيح حوالينا أي بإثباتها (قلت) وكذا هو في بعض نسخ الأذكار قال وهما صحيحان وفي الحرز يقال هو حولنا وحوالينا وحولينا كله بمعنى ولا يقال حواليه بكسر اللام وهو هنا ظرف