للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَزِدْ مَنْ شَرَّفَهُ وَكَرَّمَهُ مِمَّن حَجَّه أو اعْتَمَرَهُ تَشْرِيفًا وَتَكْريمًا وتَعْظِيمًا وَبِرًّا. ويقول: اللهُم أنْتَ السلامُ وَمِنْكَ السلامُ، حَيِّنا رَبنا بالسلامِ، ثم يدعو بما شاء من خيرات الآخرة والدنيا، ويقول عند دخول المسجد ما قدمناه في أول الكتاب في جميع المساجد.

ــ

التكريم في البيت وعكسه في قاصده إن المقصود بالذات في البيت إظهار عظمته في النفوس حتى يخضع لشرفه ويقوم بحقوقه ثم كرامته بإكرام زائريه بإعطائهم ما طلبوه وإنجازهم ما أملوه وفي زائره وجود كرامته عند الله تعالى بإسباغ رضاه عليه وعفوه عما جناه واقترفه ثم عظمته بين أبناء جنسه بظهور تقواه وهدايته أيضًا ويرشد إلى هذا ختم دعاء البيت بالمهابة الناشئة عن تلك العظمة إذ هي التوقير والإجلال وختم دعاء الزائر بالبر الناشئ عن ذلك التكريم إذ هو الاتساع في الإحسان فتأمله أشار إليه بعض المتأخرين. قوله: (وزِدْ مَن شَرَّفَه) الذي عليه الأكثر إن الضمير المستتر يعود إلى الزائر والبارز إلى البيت أي زد الزائر الذي شرف البيت الخ، وقال بعض أرباب الإشارات بالعكس أي زد من شرف البيت في الدنيا بأحداث وصف شرف له نحو الحاج والمعتمر وفي العقبى بنيل المطلوب من مرضاة الله والله أعلم. قوله: (أَنْتَ السلامُ) قيل هو من أسمائه تعالى ومعناه ذو السلامة من النقائص أي السلامة من كل ما لا يليق بجلال الربوبية وكمال الألوهية أو المسلم لعبيدك من الآفات. قوله: (ومنكَ والسلامُ) أي الأمن مما جنيناه والعفو عما اقترفناه وهذا الدعاء أي اللهم أنت السلام الخ. أخرجه الحافظ عن سعيد بن المسيب قال سمعت من عمر كلمة لم يبق من سمعها منه غيري سمعته يقول: إذا رأيت البيت فقل اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام وقال بعد تخريجه هذا حديث موقوف غريب أخرجه الشافعي وسعيد بن منصور وعبد الرزاق عن سعيد بن المسيب وله طريق آخر عند الشافعي عن ابن المسيب أيضًا لكن من قوله نفسه لم يذكر فيه عمر قال الحافظ وسنده أصح مما قبله وله عند عبد الرزاق طريق أخرى عن سعيد بن المسيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>