أنجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، لا إلهَ إلا اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إلا إياهُ،
ــ
زاد في الحصن وغيره وحده وعزاه كذلك إلى تخريج مسلم وغيره ممن سيأتي. قوله (أَنجزَ وعدَهُ) أي صدق وعده في إظهار الدين وكون العاقبة للمتقين وغير ذلك من وعده إن الله لا يخلف الميعاد. قوله:(ونصرَ عبدَه) أي الفرد الأكمل وهو الرسول الأفضل فهو من العام المراد به الخاص كقولة تعالى: (أَم يحسُدُونَ الَّناسَ). قوله:(وهزَم الأَحزابَ) أي غلبهم وكسرهم وفي قوله وحده إيماء إلى قوله تعالى: (وَمَا النّصَرُ إِلا من عِندِ اللهِ) ثم الأحزاب جمع حزب والمراد بهم القبائل الذين اجتمعوا على محاربته - صلى الله عليه وسلم - وتوجهوا إلى المدينة واجتمعوا حولها وتحزبوا يوم الخندق اثني عشر ألفًا سوى ما انضم إليهم من يهود قريظة والنضير فأرسل الله إليهم كما قال ريحًا وجنودًا لم تروها وبهذا يرتبط قوله - صلى الله عليه وسلم - صدق وعده بتكذيب قول المنافقين الذي حكاه تعالى عنهم بقوله {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إلا غُرُورًا} وهذا هو المشهور إذ المراد بالأحزاب أحزاب يوم الخندق وقيل يحتمل أن يكون المراد أحزاب الكفر في جميع الأزمنة والله أعلم، وهذا الذكر
أخرجه الدارمي ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن جابر قال الحافظ بعد تخريجه من طريق الدارمي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال دخلنا على جابر بن عبد الله فسأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت أنا محمد بن حسين فذكر الحديث الطويل في حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن قال ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدًا بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلَّا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك فقال ذلك ثلاث مرات وفعل على المروة ما فعل على الصفا قلت وبنحو اللفظ المذكور خرجه مسلم في صحيحه إلَّا أن إسماعيل بن ابان شيخ الدرامي في الحديث زاد في روايته بعد قوله وله الحمد قوله يحيي