للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُخْلِصِينَ لَهُ الذينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ، اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ: ادْعُوني أسْتَجِبْ لَكُمْ، وإنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ، وإني أسألُكَ

ــ

ويميت. قوله: (مخْلِصينَ لهُ الدِّينَ) أي بالنية فلا يريد بعبادته أمرًا دنيويًّا من جاء أو إقبال الخلق عليه أو نحو ذلك من الأغراض التي هي من جملة الأعراض أو تخلص له عن الشركاء فلا شريك له في أداء العبودية لهو وفيه الرد على الكفار القائلين ما نعبدهم يعني الأصنام {إلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} وولعل هذا أنسب بالسياق وبقوله بعده ({وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} والله أعلم. قوله: (اللهُمَّ إِنكَ قلتَ) أي في كتابك الكريم. قوله: (ادْعوني) أي اسألوني وحذف المفعول للتعميم أي مهما شئتم وإن كان يسيرًا وقوله: (أَسْتجِبْ لكُمْ) أي أجب دعوتكم قال الكواشي في تفسيره الكبير ادعوني أي اعبدوني أستجب لكم اثبكم فعبر عن العبادة بالدعاء وعن الإثابة بالاستجابة وقيل المعنى سلوني أعطكم، بعضهم ادعوني على حد الاضطرار بحيث لا يكون لكم مرجع إلى سواي أستجب لكم، محمد بن علي من دعا الله ولم يعمر قبل ذلك سبيل الدعاء بالتوبة والإنابة في أكل الحلال واتباع السنن ومراعاة السر كان دعاؤه مردودًا وأخشى أن يكون جوابه الطرد واللعن، يحيى بن معاذ أدعوني بصدق اللجأ أستجب لكم، سئل سهل عن قوله الدعاء أفضل الأعمال فقال لأن فيه الفقر والفاقة والالتجاء والتضرع وقيل المراد بالدعاء الذكر انتهى ملخصًا، وقال في قوله تعالى: (أجُيبُ دَعْوةَ الدَّاعَ إذَا دَعَان) قيل المعنى خاص وإن كان اللفظ عامًّا أي أجيب دعوة الداعي إن شئت كقوله تعالى: (فَيَكشِفُ مَا تَدعُونَ إليه إِن شَاءَ) وقيل هو عام ومعنى أجيب أسمع ليس في الآية أكثر من تلك الإجابة وقد يجيب السيد عبده ثم لا يعطيه سؤله وقيل إنه يجيب دعاءه فإن قدر له ما سأل أعطاه وإن لم يقدر له ما سأل أدخر له الثواب في الآخرة وكف عنه سوء الدنيا وقيل إن الله تعالى يجيب دعوة المؤمن ويؤخر إعطاءه مراده ليدعو فيسمع صوته ويجيب من لا يحب لأنه يبغض صوته وقيل إن للدعاء أسبابًا وشرائط

<<  <  ج: ص:  >  >>