للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما هَدَيْتَني للإسْلام أن لا تَنْزِعَهُ مِنِّي حتى تَتَوَفاني وأنا مُسْلِمٌ. ثم يدعو بخيرات الدنيا والآخرة، ويكرر هذا الذكْر والدعاء ثلاث مرَّات، ولا يلبي، وإذا وصل إلى المروة رقي عليها وقال الأذكار والدعوات التي قالها على الصفا.

ــ

وهي أسباب الإجابة فمن استكملها كان من أهل الإجابة ومن لا فلا اهـ. قوله: (كَما هدَيتَني للإسلام) أي أولًا. قوله: (فَلا تنْزِعَهُ) بكسر الزاي أي تخلعه. قوله: (مني) والقصد منه الدوام والثبات والكاف يصح أن تكون للتعليل ويكون التوسل إليه تعالى في سؤال فضله بسابق فضله نظير أحد الوجوه السابقة في اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم ويجوز أن يكون للتشبيه أي أسألك إنعامًا بالدوام على الإيمان كالإنعام بالابتداء به

والجامع إن الكل من محض الفضل والكرم والله كريم يستحي أن ينزع السر من أهله. قوله: (تتوَفَّاني) أي تقبض روحي. قوله: (وأَنا مُسِلمُ) أي والحال أني على دين الإسلام مستمر عليه مستقر وهذا الذكر قال في السلاح والحصن رواه مالك موقوفًا على ابن عمرو كذا قال الحافظ بعد تخريجه عن مصعب عن مالك فذكره. قوله: (ثُم يدْعُوَ) أي بعد أن يقدم عليه الصلاة والسلام على سيد الأنام عليه الصلاة والسلام وكأنهم سكتوا عنه للعلم به من استحبابه في الدعاء إذ من آداب الدعاء بدؤه بالثناء على الله سبحانه والصلاة السلام على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأخرج البيهقي وإسماعيل القاضي وأبو ذر الهروي عن عمر أنه خطب النّاس بمكة فقال إذا قدم الرجل منكم حاجًّا فليطف بالبيت سبعًا وليصلِّ عند المقام ركعتين ثم ليبدأ بالصفا فيكبر سبع تكبيرات بين كل تكبيرتين حمد الله وثناء عليه وصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وسل لنفسك وعلى المروة مثل ذلك قال الحافظ بعد أن أخرجه عن البيهقي بنحو هذا اللفظ هذا موقوف صحيح ولم أر في شيء من الآثار الواردة في السعي التنصيص على الصلاة إلَّا في هذا قلت وقد ظفرت به في حديث عن ابن عمر أيضًا أورده القسطلاني في المسالك وابن حجر الهيتمي في الدر المنضود ولم يذكرا من أخرجه. قوله: (ثلاثَ مراتٍ) قيل لكل من الذكر والدعاء بعده وقيل يأتي بالذكر ثلاثًا والدعاء مرتين بينهما والصحيح الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>