للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريف ويحمد الله تعالى ويسبِّحه ويكبِّره ويهلله، ويصلي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويكثر من كل ذلك، ثم يأتي الروضة بين القبر والمنبر فيكثر من الدعاء فيها.

فقد روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما بَيْنَ قَبْرِي ومِنْبَرِي رَوْضَة مِنْ رِيَاضِ الجنَّةِ".

وإذا أراد الخروج من المدينة والسفرَ استحبَّ أن يودع المسجد

ــ

سيرة السلف الصالح الأنبياء والأولياء وغيرهم روي أن آدم لما اقترف الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا ما غفرت لي فقال: يا آدم كيف عرفت محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ولم أخلقه قال: يا رب إنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت مكتوبًا على قوائم العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى: "صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي إن سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد لما خلقتك" وسبق في أذكار الحاجة حديث عثمان بن حنيف وذكر الطبراني أنه - صلى الله عليه وسلم - ذكر في دعائه بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ولا فرق بين ذكر التوسل والاستعانة والتشفع والتوجه به - صلى الله عليه وسلم - وكذا بغيره من الأنبياء وكذا الأولياء وفاقًا للسبكي وإن منعه ابن عبد السلام لأنه ورد جواز التوسل بالأعمال مع كونها أعراضا فالذوات الفاضلة أولى وسبق توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما في الاستسقاء ولم ينكر عليه وقد يكون معنى التوسل به - صلى الله عليه وسلم - طلب الدعاء منه إذ هو حي يعلم سؤال من يسأله قال ابن حجر الهيتمي وصح في حديث طويل أن النّاس أصابهم قحط في زمن عمر فجاء رجل

إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فأتاه في النوم وأخبره أنهم يسقون فكان كذلك.

قوله: (فيكثر من الدعاء فيها) أي وكذا من الصلاة بل إن أمكنه ألا يجعل صلاته مدة إقامته إلا فيها فهو أولى ما لم يعارض فضيلة نحو صف أول.

قوله: (فقد روينا في صحيحي البخاري ومسلم الخ) قال الحافظ فيه شيئان: الأول أنهما لم يخرجاه لا عن أبي هريرة ولا عن غيره إلا بلفظ بيتي بدل قبري

<<  <  ج: ص:  >  >>