إياكَ نَعْبُدُ وإيَّاك نَسْتعِينُ، فلقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها.
وروى الإِمام الشافعي رحمه الله في "الأم" بإسناد مرسل عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: اطْلُبُوا اسْتِجَابَة الدُّعاءِ عِنْدَ الْتِقاءِ الجُيُوشِ، وَإقَامَةِ الصلاةِ، وَنُزُولِ الغَيثِ".
قلت: ويسحبُّ استحبابًا متأكدًا أن يقرأ ما تيسر له من القرآن، وأن يقول دعاء الكرب الذي قدَّمنا ذِكْره.
وأنه في "الصحيحين" "لا إله إلا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إله إلَّا اللهُ رَب العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلهَ إلَّا الله ربُّ السموَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ".
ويقول ما قدمناه هناك في الحديث الآخَر: "لا إلهَ إلَّا اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحانَ الله رب السموَات السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلهَ إلَّا أنْتَ، عَزَّ جارُكَ وَجَل ثنَاؤْكَ".
ويقول ما قدمناه في
ــ
وخص بالذكر مع أنه تعالى مالك كل زمان للتنبيه على عظم ذلك اليوم لما يقع فيه. قول:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}) أي لا غير أي أفردك بالعبادة ولا أقصد بها سواك {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي أسأل منك وحدك العون فأنت نعم
المعين. قوله:(فلقد رأيت الرجال تضربها الملائكة الخ) سبق في الباب السابق عن بعضهم أن الملائكة لم تقاتل معه - صلى الله عليه وسلم - إلا في بدر وحنين وباقي المغازي تشهدها ولا تقاتل فيها لكن في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص ما يقتضي أنها قاتلت في يوم أحد أيضًا والله أعلم ثم قوله تضر بها الملائكة يحتمل أن يكون المراد منه القتل على سبيل الاستعارة التبعية ويحتمل أن يكون المراد تثبيط العدو وإبطال شأنه كما نزل في قوله تعالى في وقعة الأحزاب {وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} فأزعجت الأحزاب ورجعوا فارين {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال وَكَانَ اللَّهُ قَويًّا عَزِيزًا} والله أعلم بحقيقة الحال وقوله (تصرع) يؤيد الأول. قوله:(وروى الشافعي في الأم الخ) تقدم ما يتعلق به سندًا ومتنًا في آخر باب صلاة الاستسقاء. قوله:(ويستحب استحبابًا مؤكدا الخ) أي لأنه أفضل الذكر المأمور بالإكثار منه لقوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. قوله:(وأن يقول دعاء الكرب) تقدم