ويقول:"لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بالله العَلي العظِيمِ، ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلَّا بالله، اعْتَصَمْنا بالله، اسْتَعَنَّا بالله، تَوَكَّلْنا على الله". ويقول:"حَصَّنْتَنا كُلَّنا أجمَعينَ بالحَي القَيُّوم الَّذِي لا يَمُوتُ أبَدًا، وَدَفَعْت عَنا السَّوءَ بلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ العَلي العَظِيم".
ويقول: "يا قديمَ الإحْسانِ،
ــ
الكلام عليه إسنادًا ومتنًا في باب دعاء الكرب. قوله:(ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله الخ) يعني به ما قدمناه في حديث سعد بن أبي وقاص السابق في باب فصل الذكر قال جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله علمني كلامًا أقوله قال: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرًا والحمد الله كثيرًا وسبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم أخرجه أحمد ومسلم وغيرهما كما سبق مع ما يتعلق به في الباب المذكور وسبق في باب ما يقول إذا وقع في ورطة حديث على مرفوعًا إذا وقعت في ورطة فقل بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم رواه الطبراني وابن السني بسند ضعيف. قوله:(ما شاء الله ولا قوة إلا بالله) سبق الكلام على ما يتعلق بمتنه في باب ما يقال لدفع الآفات وعلى سنده في باب ما يقول إذا انقض الكوكب قال الحافظ في الكلام على هذا الذكر إلى آخر ما في الباب قلت: أكثرها مقطوعة وتقدم من المرفوع أشياء في دعاء الكرب وغيره. قوله:(اعتصمنا بالله) أي استمسكنا به واعتمدنا عليه. قوله:(توكلنا على الله)
أي اكتفينا بتدبيره عن كل التدبير واعتمدنا عليه في النقير والقطمير. قوله:(حصنتنا كلنا) بضم التاء من حصنت ولم يتحد الفاعل والمفعول إذا الفاعل هو المتكلم والمفعول هو وغيره فلا يقال هذا مخالف لما استقر أن من خواص أفعال القلوب جواز اتحاد فاعلها ومفعولها نحو رأيتني وكلنا بالنصب تأكيد ضمير المفعول. قوله:(بالحي القيوم) أي القائم بأمر السموات والأرض وما بينهما أي ومن كان كذلك فحصنه منيع وأمنه رفيع.
قوله:(يا قديم الإحسان) أي لا أولية لصفاته كما لا آخر لها لأن الأولية والآخرية من أوصاف الحادث وهو ما عدا الصانع وأوصافه هذا إن أريد بالإحسان إرادته وإن أريد منه الفعل أو الأثر أي المنعم به فمعنى قدمه مجيئه كذلك على الدوام فيما مضى من الليالي والأيام فما من لحظة إلا وله ألوف من النعم وصنوف