أظْلَلْنَ، والأرضينَ السَّبْع وما أقْلَلْنَ، ورِبَّ الشَّياطينِ وما
ــ
وشهد بدرًا والمشاهد كلها وكان أحد السباق الأربعة وأحد النفر الذين عاتب الله فيهم نبيه - صلى الله عليه وسلم - وكان فيه دعابة قال: جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بقباء وبين يديه رطب وتمر وأنا أرمد فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: تأكل التمر وأنت أرمد فقلت: أنا آكل مشق عيني الصحيحة فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجده وقال عمر بن الخطاب أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك قال: وما هن قال: اكتنيت وليس لك كنية ابن وانتميت إلى العرب وأنت من الروم تكلم بلسانهم وفيك سرف في الطعام فقال: أما الكنية فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا يحيى وأما النسب فإني من النمر بن قاسط سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام وفي عرفت نفسي وأما سرف الطعام فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خياركم من أطعم الطعام وكان عمر حسن الظن فيه حتى لما طعن أوصى أن يصلي عليه وصلى بالناس أيام الشورى وكان أخوه من المهاجرين سعد بن أبي وقاص ومن الأنصار الحارث بن الصمة وكان أحمر شديد العمرة معتدل القامة روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قيل سلم عن البخاري بالتخريج عنه كما تقدم مات بالمدينة في شوال سنة ثمان أو تسع وثلاثين عن ثلاث وسبعين سنة اهـ. قوله:(اظللن) بالظاء المشالة أي من ساكني الأرض وفي رواية الطبراني وما أظلت بصيغة الواحد بقصد الجماعة. قوله:(والأرضين) بفتح الراء وتسكن وتقديم السموات على الأرضين يحتمل أن يكون لفضلها كما عليه الجمهور من أئمتنا وعللوه بأنه لم يعص الله عليها أصلًا وامتناع إبليس من امتثال أمر الله له بالسجود لآدم كان وهو خارج عنها ويحتمل أن يكون من باب الترقي إلى الأرضين لكونها أفضل على قول جمع من المتأخرين وعللوه بأنها اختيرت لأخذ ذرات الأنبياء ومدفنهم وذلك آية الفضل وما أحسن قول من قال:
زعم الجميع بأن خير الأرض ما ... قد ضم أعضاء النبي وحواها