للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أضْلَلْنَ، وَرَب الرياح وما ذَرَيَنِ، أسألُكَ خَيرَ هَذِهِ القَرْيَةَ وخَيرَ أهْلِها وخَيرَ ما فيها، ونَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّها وشَرِّ أهْلِها وَشَرّ ما فِيها".

وروينا في كتاب ابن السني عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أشرف على أرض يريد دخولها قال: "اللهم إني أسألُكَ

ــ

ونعم لقد صدقوا بساكنها زكت ... كالنفس حين زكت زكى مأواها

قوله: (أضللن) بالضاد المعجمة ولعل وجه التأنيث اعتبار نفوسهم أو تغليب إناثهم مع رعاية المشاكلة ونسبة الإضلال إليهم مجازية لكونها سببية بواسطة الوسوسة وفي رواية الطبراني وما أضلت. قوله: (وما ذرين) عند الطبراني في رواية وما أذرت وفي رواية أخرى وما ذرت وقال في النهاية يقال ذرته الريح وأذرته تذروه وتذريه إذا أطارته اهـ. ومن الأول قوله تعالى: {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} قوله: (خير هذه القرية) أي نفسها بأن تجعلها مباركة علينا نقوم فيها بالطاعة والعبادة ونسكن فيها بالسلامة والعافية. قوله: (وخير ما جمعت فيها) أي من أرزاق الحلال قوله: (وخير أهلها) أي من العلماء والصالحين. قوله: (من شرها الخ) أي من جميع المؤذيات ثم يحتمل أن يكون الجمع بين الاستعاذة من شرها وشر ما فيها للتأكيد والاعتناء بتكرار الاستعاذة منها لعظم ضررها ويحتمل أن يكون لتغايرهما أو منها نفسها أي من شر ما خلق فيها سواء خلق منها كشجرة أو لم يخلق منها أي لم يغلب عليه عنصرها كالجن بأن لا يقع في وهدة أو يتعثر بشيء مرتفع فيها.

قوله: (وروينا في كتاب ابن السني الخ) قال الحافظ في سنده ضعف لكنه يعتضد بحديث ابن عمر فساق سنده إليه قال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا خرجتم من بلدكم إلى بلد تريدونها فقولوا: اللهم رب السموات السبع وما أظلت فذكر مثل هذا الحديث الماضي أولًا لكن بالإفراد فيها وزاد ورب الجبال أسألك خير هذا المنزل وخير ما فيه وأعوذ بك من شر هذا المنزل وشر ما فيه اللهم ارزقنا جناه واصرف عنا وباه وأعطنا رضاه وحببنا إلى أهله وحبب أهله إلينا وفي سنده

<<  <  ج: ص:  >  >>