ذات در، فأخذ عناقًا فذبحه وقال لامرأته: اختبزي وأطبخ أنا فلما أنضج وضعه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه شيئًا فوضعه على رغيف، وقال:"يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام" فلما أكلوا وشبعوا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - خبز ولحم وبسر ورطب وتمر ودمعت عيناه هذا هو النعيم الذي تسألن عنه يوم القيامة فكبر ذلك على أصحابه فقال:"إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا بسم الله وببركة الله فإذا شبعتم فقولوا الحمد الله الذي أشبعنا وأروانا وأنعم علينا فأفضل" فإن هذا كفاف هذا وذكر بقية الحديث، قال الحافظ بعد تخريجه: هذا حديث حسن فيه غرابة من وجهين أحدهما ذكر أبي أيوب والثاني ما في آخره من التسمية والحمد وقصة فاطمة والمشهور في هذا قصة أبي الهيثم بن التيهان وقد أخرج الحاكم هذا الحديث من طريق الفضل بن موسى قال: أخبرنا عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس وليست فيها هذه الزيادة ثم خرجه الحافظ بسند له عن يونس عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الظهيرة فوجد أبا بكر الصديق جالسًا في المسجد فقال:"ما أخرجك هذه الساعة يا أبا بكر - رضي الله عنه -؟ " فقال: أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله فجاء عمر - رضي الله عنه - فقال:"ما أخرجك يا عمر - رضي الله عنه -" فقال: أخرجني الذي أخرجكما قال فقعد يحدثنا ثم قال: هل بكما قوة فننطلق إلى هذا النخل وأومأ بيده إلى دور الأنصار فنصيب طعامًا وشرابًا وظلًا فقلنا: نعم، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانطلقنا معه إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا وأم الهيثم خلف الباب كل ذلك تسمع الكلام فلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الانصراف خرجت أم الهيثم تسعى فقالت: يا رسول الله قد سمعت سلامك ولكن أردت أن نزداد من سلامك فقال لها: "خيرًا ودعا لها بخير" ثم قال: "أين أبو الهيثم؟ " قالت: هو قريب يأتي الساعة ذهب يستعذب لنا من الماء فلم نلبث أن جاء أبو الهيثم ومعه حمار عليه قربتان من ماء فوضع عن حماره وبسط لنا بساطًا تحت شجرة ثم صعد إلى نخلة فصرم أعذاقًا فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا يا أبا الهيثم؟ " قال: أردت أن تأكلوا من بسره ورطبه وتذنبوا به ثم ذهب ليذبح فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياك واللبون اذبح لنا عناقًا" فأمر امرأته فعجنت عجينًا وقطع أبو الهيثم