قال: وقال عمار رضي الله عنه: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصافُ من نفسك، وبذلُ السلام
ــ
حاضرًا مشتاقًا يأخذ منها حظه ونصيبه والغائب أو الحاضر الغافل أو المريض المعدوم الاشتهاء يقعد محرومًا اهـ. قوله:(قال: قال عمار رضي الله عنه) فاعل قال الأول الإِمام البخاري وعمار هو ابن ياسر العنسي بالعين المهملة المفتوحة والنون الساكنة والسين المهملة ثم المذحجي القحطاني نسبًا المخزومي حلفًا وولاء المكي ثم المدني ثم الشامي ثم الدمشقي أحد السابقين الأولين المعذبين في الله أشد العذاب وكذا عذب أبوه وأمه سمية ومر بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يعذبون فقال: صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة وكانت سمية أمه أول شهيدة في الإسلام، شهد عمار جميع المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مخصوصًا منه بالبشارة والترحيب والبشاشة والتطييب وأخبر أنه أحد الأربعة الذين تشتاق إليهم الجنة وقال له: مرحبًا بالطيب المطيب وأخبر أنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما وقال عمار: جلدة ما بين عيني وأنفي وقال: اهتدوا بهدي عمار وقال: من عادى عمارًا عاداه الله ومن أبغض عمارًا أبغضه الله وآخى - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن أبي وقاص ولما أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه أكره على الكفر فكفر قال: كلا والله إن عمارًا مليء إيمانًا من قرنه إلى مشاشه ونزل فيه قوله تعالى: {إلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} ولاه عمر على الكوفة: وكتب إليهم أنه من النجباء الرفقاء فاعرفوا له قدره، روي له رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنان وستون حديثًا اتفقا منها على واحد وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بواحد وأخرج عنه أصحاب السنن وغيرهم قتله رضي الله عنه بصفين سنة سبع وثلاثين عن ثلاث وخمسين سنة قال قبل أن يقتل ائتوني بشربة لبن فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"آخر شربة تشربها شربة لبن" كذا نقل من الرياض للعامري باختصار. قوله:(ثلاث من جمعهن) قال الحافظ في فتح الباري أي ثلاث خصال وثلاث مبتدأ والجملة خبر وجاز الابتداء بالنكرة لأن التنوين عوض عن المضاف إليه أي المقدر بخصال ويحتمل في إعرابه غير ذلك ولعل مما يحتمله أن يكون ثلاث وصفًا للمبتدأ أي خصال ثلاث أو يكون ثلاث موصوفًا بمحذوف أي ثلاث من الخصال من جمعهن الخ (فقد جمع الإيمان) في الفتح لفظ شعبة من كن فيه استكمل الإيمان قال وهو بالمعنى