قال أصحابنا: فإن قال المبتدئ: السلام عليكم، حصل السلام، وإن قال: السلام عليك، أو سلام عليك، حصل
ــ
من طريق محمد بن عمرو بن عطاء قال: بينما أنا جالس عند ابن عباس إذ جاء سائل فقال: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ومضى في هذا، فقال ابن عباس: ما هذا السلام وغضب غضبًا شديدًا فقال له ابنه: إن هذا من السؤال، فقال ابن عباس: إن الله عزَّ وجلَّ جعل للسلام حدًّا ثم قرأ: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت، قال الحافظ وسنده إلى ابن عباس صحيح وله طريق أخرى صحيحة عن ابن عباس أخرجها ابن وهب في جامعه عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح أنه سلم على ابن عباس فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، قال ابن عباس: من هذا؟ قال: فقلت: أنا عطاء، فقال: انتهى السلام إلى وبركاته وتلا الآية وأخرج ابن وهب أيضًا بسند صحيح عن ابن عمر أن رجلًا سلم عليه فزاد ومغفرته فانتهره ابن عمر وقال: حسبك إلى وبركاته، وجاءت مراسيل بمعنى ذلك فمنها عن عمرو بن الوليد أحد الثقات التابعين من أهل مصر ومنها عن الحسن البصري كلاهما نحو حديث ابن عمر ومنها عن مسلم بن أبي مريم وهو أحد ثقات التابعين كحديث عمران وزاد في آخره فقال رجل: ألا أقوم يا رسول الله ثم أعود فيكثر لي الأجر؟ فقال: "بلى" فقام فجال شيئًا ثم أقبل فقال: سلام عليكم فرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "ما أسرع ما نسي صاحبكم" وسنده صحيح. قوله:(وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلًا) أي عدد أصحابه الذين يقوم بخدمتهم فيعينهم على القيام بالطاعة ففيه فضل الإعانة بالخدمة وقد الحديث
المشهور في السفر الذي كان فيه بعض الصحابة صيامًا وبعضهم مفطرًا فخدم المفطرون ونام الصائمون فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ذهب اليوم المفطرون بالأجر". قوله:(وإن قال المبتدئ السلام عليكم حصل السلام) أي بأفضل صيغة من حيث التعريف والإتيان بميم الجمع وإن فوت كماله من زيادة ورحمة الله وبركاته. قوله:(السلام عليك) أي بحذف ميم الجمع (أو سلام عليك) أي بحذف أل من سلام وميم الجمع من عليكم (كفى) لكن محله إن كان المسلم عليه واحدًا وإلا فلا يكفي كما تقدمت الإشارة إليه.