ولقد كنا نغزو مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر تمام الحديث.
وروينا في "صحيح مسلم" عن علي رضي الله عنه قال: "والذي فلق الحبة وبرأ النَّسَمة،
ــ
عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي كان أسن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين بعثه -صلى الله عليه وسلم- في ستين راكباً من المهاجرين وفيهم سعد وعقد له اللواء وهو أول لواء عقده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالتقى عبيدة وأبو سفيان الأموي وكان أول قتال جرى في الإسلام وأول من رمى السهم هو سعد وفيه قال:
ألا هل جاء رسول الله إني .. حميت صحابتي بصدور نبلي
فما يعتد رام من بعد ... بسهم من رسول الله قبلي
قوله:(ولقد كنا نغزو مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر تمام الحديث) هو قوله وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى أن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام لقد خبت إذاً وضل سعي وقوله: إن أحدنا ليضع أي عند قضاء الحاجة فيخرج منه مثل ما يخرج الشاة والإبل أي من البعر ليبسه وعدم الغذاء المألوف وقوله ما له خلط أي لا يختلط بعض الخارج ببعض لجفافه وقوله: تعزرني بزاي مشددة فراء مهملة أي بأني لا أحسن الصلاة وقوله خبت من الخيبة وهي الحرمان أي إن كنت لا أحسنها فأحتاج إلى تعليمهم فقد ضل عملي فيما مضى حاشاه من ذلك ووجه ذكره لما ذكر في دفع ما رمى به من عدم إحسان الصلاة أن هذه السابقة في الإسلام والمآثر الحميدة تأبى ما نسبوه إليه وترد كذب من كذب عليه.
قوله:(وروينا في صحيح مسلم) وكذا رواه الترمذي والنسائي عن زر بن حبيش عن علي كذا في جامع الأصول. قوله:(والذي فلق الحبة) قال المصنف معناه شقها بالنبات. قوله:(وبرأ النسمة) هو بالهمز أي خلق النسمة وهي بفتح النون والسين المهملة الإنسان وقيل النفس وحكى الأزهري أن النسمة هي النفس وأن كل دابة في جوفها روح فهي