للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبُو شُرَيْحٍ".

قال أبو داود: وغيَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- اسم العاصي، وعزيزٍ، وعتلةَ، وشيطانٍ،

ــ

هو صاحب علي بن أبي طالب ومن أجل أصحابه بعد كما قاله ابن الأثير وقد كان مفتياً في زمن الصحابة ولاه علي قاضياً وخالفه في قبول شهادة الحسن له والقضية مشهورة كذا في المرقاة وروى عنه مسلم كما قاله الأصفهاني في لب اللباب وظاهر الترتيب المقتضى لعقله أنه قدم الأكبر فالأكبر لكن الواو لدلالته على مطلق الجمع غير صريح في ذلك فقال -صلى الله عليه وسلم-: "فمن أكبرهم" قال شريح الخ. قوله: (وغير النبي -صلى الله عليه وسلم- اسم العاص الخ) قال العاقولي لأن المؤمن يليق به الطاعة اهـ. قال في المرقاة لكن المفهوم من القاموس أن العاص ليس من مادة العصيان حيث ذكر في معتل العين أن الأعياص من قريش أولاد أمية بن عبد شمس الأكبر وهم العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص قال والعيص المنبت فلعل التبديل الأسمى لأجل الاشتباه اللفظي اهـ. قال ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة مطيع بن الأسود القرشي العدوي كان اسمه العاص فسماه -صلى الله عليه وسلم- المطيع ثم أخرج عن عبد الملك بن المطيع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جلس على المنبر فقال للناس: "اجلسوا" فدخل العاص بن الأسود فسمع قوله: اجلسوا فجلس فلما نزل النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء العاص فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما لي لم أرك في الصلاة فقال بأبي وأمي أنت يا رسول الله دخلت فسمعتك تقول: اجلسوا فجلست حيث انتهى إلى السمع فقال: "لست بالعاص ولكنك مطيع" فسمي مطيعاً يومئذٍ. قوله: (وعزيز) أي لأن العزة الحقيقية الله تعالى والعبد من حيث إنه عبد دليل فلذا من كساه الله عزة فلا ينبغي أن يدعيها لنفسه فإنها من الله لا من العبد نفسه أخرج في المسند وصاحب المشتبه وفي كتاب التجريد عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: كان اسم أبي عزيزاً فغيره النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذا لا ينبغي التسمية بنحو حميد وكريم لأنهما وصفان له تعالى. قوله: (وعتلة) بفتح المهملة وسكون الفوقية قيل: وفتحها كما سيأتي في كلام الشيخ وغيره لأن معناها الغلظة والشدة وهي عمود حديد يهدم به الحيطان وقيل حديدة كبيرة يقلع بها الشجر والحجر أي ومن صفات المؤمن اللين والسهولة قال -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمنون هينون". قوله:

(وشيطان) أي غيره عمن سمى به

<<  <  ج: ص:  >  >>