أحسبه قال: فَطِيم -وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا جاءه يقول:"يا أبا عُمَيرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ" نُغَر كان يلعب به.
ــ
الأسماء أن يكون هذا الغلام خلقاً عن أخيه المتوفى قبله نظير ما تقديم في حكمة تسميته -صلى الله عليه وسلم- لابن أسيد الأنصاري بالمنذر كما تقدم بيانه في باب تسمية المولود. قوله:(أحسبه فطيم) هو بالرفع صفة لأخ لي وما بينهما اعتراض قاله في تحفة القاري والظاهر أن المراد منه حمله على الراوي أما قوله يقال له: أبو عمير ففي موضع الصفة لأخ أو في
موضع الحال لتخصيص الأخ بوصفه بالظرف والله أعلم، والمراد من فطيم مفطوم من الطعام. قوله:(ما فعل النغير) هو بضم النون وفتح المعجمة وسكون التحتية تصغير نغر بضم ففتح جمع نغرة كهمزة ويجمع على نغران طير كالعصفور محمر المنقار وأهل المدينة يسمونه البلبل وقيل: هو الصقر كالعقعق وقيل: غير ذلك والأول أشهر أي ما شأنه وحاله قال الشيخ زكريا في شرح البخاري في الحديث جواز تكنية من لم يولد وجواز المزح وملاطفة الصبيان وتأنيسهم وبيان ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من حسن الخلق وكرم الشمائل والتواضع وتمكين الولي الصغير من لعبه بالعصفور حيث لا يؤلمه وجواز صيد المدينة اهـ. وفي قوله وجواز صيد المدينة ما لا يخفى، ولعله من تحريف الكاتب أو لعله تبع فيه بعض المالكية فقد قال المصنف في شرح مسلم استدل به بعض المالكية على جواز الصيد من حرم المدينة ولا دلالة فيه لذلك لأنه ليس في الحديث تصريح ولا كناية أنه من حرم المدينة اهـ، وفيه أيضاً أن ممازحة الصبي الذي لا يميز جائزه وفيه ترك التكبر والترفع للإمام الأعظم وفيه الحكم على ما يظهر من الإمارات في الوجه من حزن أو غيره وجواز الاستدلال بالعين على حال صاحبها لأن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- استدل بالحزن الظاهر على الحزن الكامن وفيه التلطف بالصديق صغيراً أو كبيرًا والسؤال عن حاله وقبول أخبار الواحد لأن المجيب عن حزنه هو وفيه جواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصبي من المباح وفيه جواز ادخال الصيد من الحل إلى الحرم وإمساكه بعد ادخاله وفيه تصغير الاسم ولو لحيوان وفيه جواز مواجهة الصغير بالخطاب حيث لا يطلب منه جواب والنهي عنه حيث طلب الجواب