للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الترمذي: هذا مرسل: يعني أن عبد الرحمن لم يدرك معاذاً.

وروينا في كتاب ابن السني، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "دخل عليَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأنا غضبَى، فأخذ بطرف المَفْصِل من أنفي، فعرَكه، ثم قال: يا عُوَيْشُ قُولي: اللَّهُمَّ اغفِر لي ذَنْبي، واذهِبْ غَيظَ قَلْبي، وأجِرْني مِنَ الشيطانِ".

وروينا في سنن أبي داود، عن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الغَضَبَ مِنَ الشَّيطَانِ، وإن الشيطانَ خُلِقَ مِنَ النارِ، وإنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بالماءِ، فإذَا غَضِبَ أحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ".

ــ

إنه جارية بالجيم والتحتية آخره تاء ابن قدامة ولعله صدر منه لكل من الاثنين فلا مخالفة. قوله: (قال الترمذي هذا مرسل الخ) قال الترمذي لأن معاذاً مات في خلافة عمر بن الخطاب وقتل عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام ابن ست سنين هكذا روى شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد روى عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر بن الخطاب ورآه، وعبد الرحمن بن أبي ليلى يكنى أبا عيسى وأبو ليلى اسمه يسار روى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- اهـ، كلام الترمذي في الجامع. وقوله: (وأنا غضبى) مؤنث غضبان. قوله: (فأخذ بطرف المفصل من أنفي) كأنه برأس الأرنبة وفركه ليسكن ما عندها من الغضب. قوله: (يا عويش) خاطبها بتصغير اسمها تصغير ترخيم تلطفاً معها كما قال من قال:

ما قلت حبيبي من التحقير ... بل يعذب اسم الشخص للتصغير

ويجوز في عويش الفتح والضم على الانتظار وتركه كما تقدم. قوله: (اللهم اغفر لي ذنبي) أي لأن الذنب يوقع الإنسان في حبائل الشيطان الذي يوسوس بالأذى ويبعث على الغضب. قوله

(وأذهب غيظ قلبي) أي أشد غضبه والغضب تقدم تعريفه بما يدل على أن منشأه غليان دم القلب وفورانه لأمر يعرض على خلاف المراد. قوله: (وأجرني من الشيطان) أي الذي يوسوس بكل قبيح من غيظ وغضب

<<  <  ج: ص:  >  >>