عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا أحَبَّ الرَّجُلُ أخاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أنَّهُ يُحِبهُ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وروينا في سنن أبي داود، عن أنس رضي الله عنه "أن رجلاً كان عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمرّ رجل فقال: يا رسول الله إني لأحبُّ هذا، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أعْلَمْتَهُ؟ " قال: لا، قال: "أعْلِمْهُ"، فلحقه فقال: إني أحبك في الله، قال: "أحبَّكَ الذي أحببتني له".
وروينا في سنن أبي داود والنسائي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيده وقال: "يا مُعاذُ، واللهِ إني لأُحِبُّكَ، أُوصِيكَ يا مُعاذ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُل صَلاةٍ أنْ تقولَ: اللهُم أَعِنِّي
ــ
- صلى الله عليه وسلم - سبعة وأربعون حديثاً روى له البخاري في صحيحه حديثين وخرج عنه الأربعة روى عنه خالد بن معدان وشريح بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهم. قوله:(إذا أحب الرجل أخا) أي محبة زائدة على ما تقتضيه عموم محبة المؤمنين. قوله:(فليخبره أنه يحبه) أي ليحبه صاحبه أيضاً
فيكونا من المتحابين بذلك ويكتبا كذلك. قوله:(وروينا في سنن أبي داود) قال في السلاح وكذا رواه النسائي وابن حبان قلت: واقتصار الشيخ على أبي داود لكونه رواه بهذا اللفظ. قوله:(أعلمته) أي بأنك تحية محبة خاصة. قوله:(أعلمه) أي ليحبك الله كما أحببته له. قوله:(إني أحبك في الله) أي لله قال يحيى بن معاذ علامة الحب في الله ألا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء. قوله:(أحبك الذي الخ) أي أحبك الله الذي أحبني لأجله أي لأمره بالتحابب والتوادد كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "وكونوا عباد الله إخواناً" والجملة دعائية أخرجها مخرج الماضي تحقيقاً له وحرصاً على وقوعه.
قوله:(ورينا في سنن أبي داود الخ) قال في السلاح عن معاذ أنه -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيده يوماً ثم قال:"يا معاذ والله إني لأحبك" فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك قال: "أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى به الصنابحي أبا عبد الرحمن هو الحبلي بضم الموحدة والمهملة وأوصى به أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم رواه أبو