وروينا في كتاب الترمذي عن يزيد بن نعامة الضبي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا آخَى الرجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ واسْم أبِيهِ وَمِمَّنْ هُوَ، فإنهُ أوْصَلُ لِلْمَوَدَّةِ".
قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال: ولا نعلم ليزيد بن نعامة سماعاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
ــ
داود والنسائي واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين اهـ، قال الشيخ عز الدين بن فهد في مسلسلاته وصححه ابن حبان قال شيخنا السخاوي في كونه على شرطهما نظر فإنهما لم يخرجا لعقبة ولا من رواية الصنابحي عن معاذ شيئاً ولا أخرج البخاري للحبلي وزاد العز بن فهد فذكر في مخرجه ابن خزيمة قال: فأخرجه في صحيحه والبزار اهـ، والحديث عند ابن السني من حديث معاذ. قوله:(على ذكرك) أي الشامل للقرآن وغيره من الأذكار وفيه تلميح إلى قوله تعالى: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} إذ لا وصول للعبد إلى شيء من الخيرات إلا بحول الله وقوته. قوله:(وشكرك) أي شكر نعمك الظاهرة والباطنة الدنيوية والأخروية التي لا يمكن إحصاؤها قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} قوله: (وحسن عبادتك) أي بالقيام بالشرائط والأركان والآداب والخضوع والخشوع والإخلاص فيها والتوجه التام الحاصل بها وتقدم الكلام على الحديث متناً وإسناداً في باب الأذكار بعد الصلاة.
قوله:(وروينا في كتاب الترمذي الخ) قال في الجامع الصغير: أخرجه ابن سعد والبخاري في التاريخ والترمذي من حديث يزيد بن نعامة الضبي ويزيد بفتح التحتية الأولى وسكون الثانية بينهما زاي مكسورة آخره قال مهملة ونعامة بضم النون وفتح العين المهملة والضبي بفتح الضاد المعجمة وتشديد الموحدة نسبة إلى ضبة. قوله:(إذا آخى الرجل) آخى بهمزة ممدودة أي صيره أخاً له ويقال
وأخاً بإبدال الهمزة واواً ومنه وأخى -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار. قوله:(وممن هو) أي من أي القبائل. قوله:(فإنه أوصل للمودة) أي لأسعاره بالاعتناء بشأنه ومعرفة قبيلته. قوله:(قال: ولا نعلم ليزيد بن نعامة الخ) قال في أسد الغابة